حكم تبييت النية في صيام الست من شوال.. ما بين التيسير والاحتياط

حكم تبييت النية في صيام الست من شوال.. ما بين التيسير والاحتياط

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

يتجدد كل عام بعد انقضاء شهر رمضان تساؤل شائع بين كثير من المسلمين: هل يُشترط تبييت النية من الليل لصيام الست من شوال، أم يمكن الاكتفاء بعقد النية نهارًا لمن لم يتناول مفطرًا؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية في فتواها، على لسان فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية.

النية في الصيام: أصل لا غنى عنه

أوضحت الفتوى أن النية شرط لصحة الصوم سواء كان فرضًا أو نفلًا، استنادًا إلى الحديث المتفق عليه: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» [رواه البخاري ومسلم]. 

وهذا يشمل صيام الأيام الستة من شوال، التي يُرغب في صيامها بعد رمضان لما ورد من فضلها.

خلاف فقهي حول توقيت النية

أما عن توقيت النية، فقد أوضحت الفتوى أن هناك خلافًا بين الفقهاء:

رأي الجمهور (الحنفية والشافعية والحنابلة): أجازوا عقد نية صيام النافلة -ومنها الست من شوال- نهارًا، بشرط عدم تناول المفطرات بعد الفجر وحتى وقت عقد النية.

 واستندوا إلى أحاديث منها ما رواه البخاري عن سلمة بن الأكوع، وحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «فإني صائم» [رواه مسلم]، وذلك بعد طلوع الفجر.

رأي المالكية والمزني من الشافعية في البيت النية في صيام الست من شوال: اشترطوا تبييت النية من الليل لصحة صيام التطوع، كحال صوم الفريضة. واستدلوا بأن الصوم عبادة تحتاج لنية مصاحبة من بدايته.

الرأي المُرجَّح والفتوى المعتمدة

خلصت دار الإفتاء إلى أنه ينبغي لمريد صيام الست من شوال أن يبيت النية من الليل احتياطًا وخروجًا من الخلاف، ولكن إذا لم يبيت النية، واستيقظ صباحًا دون أن يأكل أو يشرب، ثم نوى الصيام نهارًا، فصومه صحيح، تقليدًا لمن أجاز من أهل العلم.

نصيحة لكل مسلم حول صيام الست من شوال

تشير الفتوى إلى أن من يسعى لصيام هذه الأيام المباركة، فالأولى له أن يعقد النية ليلًا، لكن لا حرج عليه إن نواها نهارًا بشرط عدم وقوع مفسد للصوم، وهذا من رحمة الشريعة وتيسيرها على العباد.