حارة نجيب محفوظ.. ضمن نقاشات ثقافة الفيوم احتفاء بأديب نوبل
أقام فرع ثقافة الفيوم، ورشة حكي للأطفال، احتفاء بالأديب الكبير نجيب محفوظ، وذلك ضمن برنامج وزارة الثقافة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة.
جاء ذلك تحت شعار “نجيب محفوظ في القلب”، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بالتعاون مع فرع ثقافة الفيوم.
وفي السياق ذاته شهدت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، ندوة بعنوان “حارة نجيب محفوظ…أحداث وشخصيات”، بمكتبة الفيوم العامة، والتي نظمها قسم الثقافة العامة بالفرع، وشارك فيها كل من الكاتب عصام الزهيري، والأديب الدكتور عمرصوفي، وأدارها الكاتب محمد قاياتي.
استهل “قاياتي” اللقاء قائلا: لقد تنوعت أدوار نجيب محفوظ ومايقدمه من إبداع بشكل يتعدى فكرة الكاتب والروائي إلى المثقف الموسوعي، الصانع للثقافة.
ثم تحدث “صوفي” عن رؤيته في عوالم نجيب محفوظ، عميد الرواية العربية، له أكثر من 50 عملا إبداعيا، بخلاف مقالاته الفلسفية كصحفي، والتي اختلفت كثيرا عن كتابات نجيب محفوظ الأديب والروائي، وتنوعت أعماله ما بين الروائية والقصصية والمسرحية، والتي يمكن تصنيفها إلى أربعة مراحل؛ تاريخية مثل “كفاح طيبة”، ثم الواقعية الاجتماعية كما في “زقاق المدق، الثلاثية، القاهرة الجديدة”، ثم تأتي المرحلة الرمزية بعد ثورة يوليو، وصولا إلى المرحلة التجريبية والتي بدأ فيها يميل إلى المسرح، ويوظف الأشكال التراثية في أعماله مثل ألف ليلة وليلة، ثم بدأ في كتابة القصة القصيرة أو مايعرف الآن بالومضة، ثم أشار إلى كتابه الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة بعنوان ” أدب نجيب محفوظ .. رؤية تربوية”، مستعرضا عدد من الشخصيات التي انعكست على كتابات نجيب محفوظ وأثرت في الحياة الفكرية المصرية خاصة في النصف الأول من القرن العشرين والتي تجسد إرتباطه بالواقع ومنها؛ شخصية “إبراهيم عقل” في رواية المرايا، و” سلامة موسى” التي ظهرت في شخصية “عدلي كريم” في الثلاثية، وشخصية “سالم جبر” في المرايا، و سعيد الكفراوي في شخصية “اسماعيل الشيخ” في رواية الكرنك.
وأوضح “صوفي” أن أفكار نجيب محفوظ قامت على الإشتراكية والديمقراطية الاجتماعية، بعيدا عن التطرف والشيوعية، مؤكدا أن عالم نجيب محفوظ ثري بالشخصيات التي نستطيع أن نربطها بالواقع.
وتحدث “قاياتي” عن تنوع الشخصيات عند نجيب محفوظ، فهي عميقة الدلالات في اتجاهات معينة، مشيرا إلى رواية (الثلاثية) والتي تعد توثيقا للحباة الاجتماعية والسياسية في مصر، بدءا من العشرينات وحتى الأربعينات، بخلاف شخصيات المرأة، التي يظهر انحيازه لها في عدة مواضع.
الزهيري يشيد بمبادرة وزارة الثقافة للاحتفاء بالأديب نجيب محفوظ
وفي كلمته، أشاد “الزهيري” بمبادرة وزارة الثقافة للاحتفاء بالأديب الكبير نجيب محفوظ، مطالبا الاحتفاء أيضا بكتاب آخرين على قيد الحياة أمثال؛ صنع الله إبراهيم، يوسف القعيد وغيرهم، وأوضح أن الحارة المصرية في أدب نجيب محفوظ هي مصر الحاضرة في كل أعماله، التي يظهر فيها تمسكه بالهوية والذات، كما استعرض بعض أعمال نجيب محفوظ مثل “خان الخليلي” والتي تظهر رجوع البطل إلى أحضان الوطن وقت المحن، وتوضح مفهوم الوطن بالنسبة له، وقد عبرت إحدى الجرائد الفرنسية عن محفوظ بأنه عرف كيف يجعل من تفاصيل الحياة اليومية معاني تصرخ.
وأضاف، تأثر محفوظ كثيرا بالمخرج الراحل صلاح أبو سيف، وهو ما جعله يكتب العديد من السيناريوهات للسينما، وكان محفوظ دائما جامعا للخبرات والشخصيات من خلال التفاعل معها، ومن الشخصيات التي تأثر بها أيضا يحيى حقي وتوفيق الحكيم وعباس محمود العقاد.
ثم أشار “الزهيري” إلى رواية ” في قلب الليل” التي تجسد الملامح العامة لنجيب محفوظ وكتاباته، وفلسفته، ورؤيته لمفهوم الوطن والهوية، والتجربة الإنسانية في الحياة، و شخصية ” جعفر الراوي” التي تتناول الانسان في مراحله المختلفة من الطفولة حتى الوفاة، بأفكاره، وتمرده، وطموحه، وخلافاته مع العالم.
واختتمت الندوة بفتح باب المناقشة ودارت أسئلة الحضور حول حقيقة الانتقادات التي وجهت لنجيب محفوظ، وهل تحويل رواياته إلى أعمال سينمائية قد أضر بها أم العكس.


