رسائل مصرية في السماء.. مناورات مع الصين غير مسبوقة تقلق واشنطن (فيديو)

في مشهد يحمل دلالات متعددة، حطت خمس طائرات صينية محملة بمعدات عسكرية في مصر، إيذانًا بانطلاق مناورات “نسر الحضارة” الجوية المشتركة الأولى من نوعها بين القاهرة وبكين.
هذا التحرك، الذي يتجاوز نطاق التدريب ليشمل عمق المعادلات الجيوسياسية، يثير تساؤلات حول مسار مصر نحو تنويع شراكاتها الاستراتيجية، وإمكانية إعادة تموضع في ميزان القوى التقليدي مع واشنطن.
الدكتور سيد غنيم، الخبير الاستراتيجي، يرى أن هذه الشراكة ليست مفاجئة، بل تأتي في إطار مخطط صيني بدأ منذ منتصف العقد الماضي للتقارب عسكريًا مع منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن التعاون العسكري بين البلدين ليس وليد اللحظة، حيث سبقته تدريبات بحرية ومشاركة في مهام حفظ السلام، بالإضافة إلى تدريبات مشتركة مع دول عربية أخرى.
ولفت الدكتور غنيم خلال حواره مع قناة المشهد إلى دلالة تسمية المناورات بـ “نسر الحضارة”، معتبرًا أنها تعكس تركيز الصين على التشابه الحضاري بين البلدين. وأكد على البعد الجيوسياسي للعلاقات المصرية الصينية وتأثيرها على العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل الحرب التجارية المتصاعدة والتباين بين القيادتين في بكين وواشنطن.
في تحليله، أوضح الدكتور غنيم أن المناورات الجارية قد لا تتعدى إطار التدريبات المشتركة المخطط لها بين القوات الجوية، مع إمكانية امتدادها لتشمل القوات البحرية نظرًا للتواجد البحري الصيني المتزايد في المنطقة، والذي يخدم أيضًا مصالح الصين في حماية الطاقة ومصالحها الاقتصادية ضمن مشروع “الحزام والطريق” في مواجهة التنافس الأمريكي في الشرق الأوسط.
ورداً على سؤال حول تزامن المناورات مع لهجة إسرائيلية متصاعدة تجاه مصر، استبعد الدكتور غنيم وجود علاقة مباشرة، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تستغل بعض الأخبار غير المؤكدة حول حصول مصر على منظومات دفاع جوي متطورة مثل “إتش كيو-9 بي” للضغط على القاهرة بسبب موقفها من قضايا غزة والتهجير والهدنة والوساطة المصرية. وأوضح أن امتلاك مصر لأنظمة دفاع جوي متقدمة أمر محتمل، لكنه لم يتم تأكيده رسميًا.
واختتم الدكتور غنيم حديثه بالتأكيد على أن المناورات تأتي في سياق التعاون العسكري المخطط بين البلدين، وأن أي محاولة لربطها بشكل مباشر بالتوترات الإقليمية أو اللهجة الإسرائيلية قد تكون مبالغة.