معتز عبدالفتاح يطلق استغاثة عاجلة للقادة العرب ويحذر من محترفي الشعارات ومدمني الهزائم

أطلق الإعلامي معتز بالله عبدالفتاح نداءً عاجلاً للقادة العرب، محذرًا من تكرار “المصائب” التي حلت بالمنطقة على مدار الخمسين عامًا الماضية، والتي يرى أنها أدت إلى تمكين إسرائيل ومنحها الحق في إعادة هندسة المنطقة ودولها من الداخل.
واستعرض عبدالفتاح خلال تقديم برنامجه “استديو العرب” المذاع عبر قناة “المشهد”، ما وصفها بـ “خمس هزائم متتالية” تلقاها العالم العربي، محملاً مسؤوليتها بشكل أساسي على ما أسماه “الشعاراتيين” من الإسلاميين والقوميين، ومشيراً إلى أن المستفيد الأكبر من هذه الهزائم هم “أعداء الأمة”.
وبدأ عبدالفتاح تحليله بالهزيمة الأولى في حقبة الثمانينات، والتي تمثلت في صعود الثورة الإيرانية والراديكالية الدينية، بالإضافة إلى استعانة أمريكا بـ “المجاهدين العرب” في أفغانستان، الأمر الذي أدى إلى “نزيف داخلي” أضعف الدول والمجتمعات العربية.
أما الهزيمة الثانية، وفقًا لعبدالفتاح، فكانت في التسعينيات مع غزو الكويت على يد حزب البعث، الذي رفع شعار “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة”، معتبرًا أن هذا الغزو قتل فكرة الأمن القومي العربي المشترك وأسقط “الجدار الشرقي للجسد العربي”.
أما الهزيمة الثالثة وقعت بعد حوالي عشر سنوات، وتحديدًا في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث استغلت أمريكا هذه الأحداث لتعلن أن الشرق الأوسط “أهم وأخطر من أن يترك لأهله”، وتحولت من ضيف إلى دولة إقليمية ذات نفوذ، مفتتحة ما وصفته بـ “عهد الفوضى الخلاقة”.
والهزيمة الرابعة جاءت تحت عنوان “الربيع الإخوانجي” في عام 2011 وما تلاه، حيث تحولت الفوضى من “خلاقة” إلى “هدامة”، وأصبحت دول ذات سيادة “سلطات بلا دول” تعيش حروبًا أهلية ممتدة، شارك فيها الغرب وازدهر فيها الإخوان، مما أدى إلى فراغ وانتشار الفوضى في دول مثل ليبيا وسوريا واليمن والسودان، لتلحق بالدول التي تعاني بالفعل مثل فلسطين ولبنان والعراق والصومال.
أما الهزيمة الخامسة، والتي وقعت بعد حوالي 12 عامًا، فتمثلت في “طوفان حماس” عام 2023، حيث قامت الحركة بـ “استنساخ تجربة القاعدة” لاستفزاز إسرائيل، مستغيثة بإيران وحلفائها، ومصدقة شعار “وحدة الساحات” الذي تحول إلى “وحدة الانتكاسات”، لتصل رسالة إسرائيل بأن الخيار هو إما معها أو ضدها، كما حدث مع حماس وحزب الله وبشار، وما قد يحدث مع إيران قريبًا.
وختم معتز بالله عبدالفتاح تحليله بنداء مباشر إلى القادة العرب، طالبهم فيه بأن يكونوا “واقعيين عمليين” وألا ينصتوا إلى “خطابات الفشل وشعارات العاطفة وصيحات الحرب” من الإسلاميين والقوميين، الذين وصفهم بـ “محترفي شعارات ومدمني هزائم”.
وأشار إلى أن خطة الرئيس الراحل أنور السادات لحل الصراع العربي الإسرائيلي في أواخر السبعينيات كانت ستنجح لولا هؤلاء، داعيًا القادة إلى “إنقاذ أوطانهم أولاً” قبل محاولة إنقاذ الآخرين، مستشهدًا بنصائح الأمان في الطائرات.
اقرأ المزيد..