احذر| القراد يسبب حساسية اللحوم.. تعرف على الأعراض

مع بداية موسم انتشار القراد، يُحذر الخبراء من تهديد صحي جديد يتربص بعشّاق اللحوم، بل وبكل من يغامر بالخروج إلى أحضان الطبيعة. 

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، كشفت دراسة علمية حديثة أن ثلاث سلالات مختلفة من القراد قادرة على نقل جزيء يُعرف بـ”ألفا-غال”، وهو المسبب الرئيسي لحالة صحية نادرة وشديدة تُعرف باسم متلازمة ألفا-غال، أو “حساسية اللحوم الحمراء”.

متلازمة يمكن أن تكون قاتلة

وتعتبر متلازمة ألفا-غال رد فعل تحسسي خطير يمكن أن يؤدي إلى أعراض حادة تصل إلى الحساسية المفرطة (Anaphylaxis)، وهي حالة طبية طارئة قد تُودي بالحياة إذا لم تُعالج فورًا باستخدام حقنة الأدرينالين.

وينتقل جزيء سكر يُسمى ألفا-غال إلى الجسم عبر لعاب بعض أنواع القراد عند اللدغ، وهذا الجزيء يُثير استجابة غير طبيعية من الجهاز المناعي، خصوصًا عند تناول لحوم الثدييات، مثل لحم البقر أو الغنم أو الأرنب، ما يؤدي إلى تفاعلات تحسسية قد تتأخر لساعات بعد الوجبة.

من لدغة بسيطة إلى أزمة صحية

تسلط دراسة حديثة الضوء على حالة كاثي رايلي، عالمة أحياء برية متقاعدة من ولاية واشنطن، والتي استيقظت ذات صباح عام 2017 وهي تعاني من طفح جلدي وتورم في الحلق بعد أيام من تعرضها للدغة قراد، وبعد تشخيصها بمتلازمة ألفا-غال، تغيّرت حياتها بالكامل.

وفي حادثة مشابهة عام 2022، رصد الأطباء حالة امرأة في الأربعين من عمرها من ولاية مين، ظهرت عليها أعراض قوية بعد تناول وجبة أرنب مشوي. بعد تحقيق طبي مفصل، تبيّن أن لدغة من قراد غزال كانت السبب في دخول الجزيء المُسبب للحساسية إلى جسمها.

ليست نوعًا واحدًا فقط… ثلاث أنواع وراء الخطر

لفترة طويلة، اعتبر الخبراء القراد النجمي الوحيد هو المسؤول الوحيد عن نقل المتلازمة لكن الاكتشاف الجديد، الذي نُشر في مجلة الأمراض المعدية الناشئة التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فاجأ العلماء حيث أظهر أن ثلاثة أنواع من القراد على الأقل يمكن أن تنقل جزيء ألفا-غال، مما يُوسع دائرة الخطر بشكل كبير.

“كانت هذه النتيجة مفاجئة للغاية”، تقول هانا أولتيان، عالمة الأوبئة في وزارة الصحة بولاية واشنطن، التي كانت المؤلفة المراسلة للدراسة.

ويزداد الوضع تعقيدًا بسبب تغير المناخ، إذ ترتفع درجات الحرارة مبكرًا وتطيل من عمر موسم نشاط القراد، وتُسهل انتشاره في مناطق جغرافية جديدة. يقول أولتيان: “القراد يبحث عن وجباته الدموية ما بين مارس ومايو، لكننا نراه الآن يظهر قبل ذلك بكثير ويستمر لفترة أطول”.

لا علاج… والوقاية هي السلاح الوحيد

حتى اليوم، لا يوجد علاج فعّال لمتلازمة ألفا-غال، وهو ما يعني أن تفادي لدغات القراد هو خط الدفاع الأول. وهذا يشمل ارتداء ملابس طويلة عند الخروج إلى المناطق المشجرة، استخدام طاردات الحشرات المعتمدة، وفحص الجسم بعناية بعد العودة من الخارج.

نظرًا لندرتها وصعوبة تشخيصها، يدعو الباحثون العاملين في مجال الصحة العامة إلى زيادة الوعي بمتلازمة ألفا-غال، خاصةً مع اتساع رقعة انتشار الأنواع المختلفة من القراد في أنحاء الولايات المتحدة والعالم.

إن متلازمة ألفا-غال لم تعد مجرد “حالة طبية غامضة” تصيب قلة نادرة، بل أصبحت حقيقة يجب الاستعداد لها، في ظل بيئة تتغير ومعها تتغير طبيعة التهديدات الصحية.