هل يجب خلع الأحذية قبل دخول المنزل؟ عالمة مصرية تكشف المخاطر الصادمة

هل يجب خلع الأحذية قبل دخول المنزل؟ عالمة مصرية تكشف المخاطر الصادمة

خلع الأحذية قبل الدخول إلى المنزل .. كشفت عالمة الأحياء الدقيقة الدكتورة منال محمد، من جامعة وستمنستر بالمملكة المتحدة، عن أسباب صحية خطيرة تجعل ارتداء الأحذية التي خاضت طرقات الشوارع داخل المنزل عادة محفوفة بالمخاطر. 

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، أظهرت الدراسات أن هذه الأحذية لا تنقل فقط الأوساخ أو الطين، بل تحمل في طياتها بكتيريا قاتلة ومواد كيميائية مسرطنة قد تشكل تهديدًا مباشرًا لصحة العائلة.

بكتيريا مميتة تدخل منزلك دون أن تدري

أظهرت الأبحاث أن بكتيريا الإشريكية القولونية، التي يمكن أن تسبب الإسهال الدموي وأمراض الكلى القاتلة، تم رصدها في ربع الأحذية التي تم ارتداؤها خارج المنزل. 

ويرجع مصدر هذه البكتيريا إلى البراز البشري والحيواني وتنتقل بسهولة من أرضيات الحمامات العامة والمستشفيات والحدائق إلى نعال الأحذية ومن ثم إلى أرضيات المنازل.

مواد كيميائية مسرطنة في متناول قدميك

لا يتوقف الخطر عند الجراثيم، بل يشمل أيضًا المواد الكيميائية الخطيرة مثل تلك المستخدمة في تغطية الطرق والممرات. 

وترتبط هذه المواد بزيادة خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان تنتقل بسهولة إلى داخل المنازل عبر الأحذية، وتصل نسبها داخل البيوت إلى مستويات أعلى بـ 37 مرة من نظيرتها في الخارج.

الأطفال أكثر عرضة للخطر

تحذر الدكتورة محمد من أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من هذه العادة، نظرًا لزحفهم ولعبهم على الأرض باستمرار. فملامستهم المباشرة لأرضية ملوثة قد تعرّضهم لبكتيريا خطيرة مثل Clostridium difficile التي تسبب الإسهال، أو المكورات العنقودية الذهبية التي تؤدي إلى التهابات جلدية مؤلمة.

 كما أن غبار الرصاص الذي قد ينقله الحذاء يشكّل خطرًا على نمو الدماغ لدى الأطفال الصغار.

حبوب اللقاح والحساسية ضمن قائمة الملوثات

من المخاطر الأخرى التي قد لا تكون واضحة للوهلة الأولى هي المواد المسببة للحساسية مثل حبوب اللقاح. فهذه الجزيئات الدقيقة تعلق بسهولة بالأحذية وتدخل إلى المنزل، ما يؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية وخصوصًا لدى المصابين بحمى القش أو الربو.

دعوة إلى تغيير العادات

وصفت الدكتورة منال محمد خلع الأحذية عند باب المنزل بأنه “أحد أبسط وأكثر التدابير الصحية العامة فعالية”. 

وأكدت أن تجنب هذه العادة لا يحتاج إلى تكلفة أو جهد كبير، لكنه يوفر حماية كبيرة للعائلة من الملوثات البيئية والميكروبات الخطرة.

رأي مخالف في أوساط البحث العلمي

ورغم الإجماع العلمي على مخاطر الأحذية الملوثة، فإن بعض الباحثين طرحوا وجهة نظر معاكسة. 

وربطت دراسة فنلندية نُشرت عام 2019 بين تعرض الأطفال للبيئة الخارجية بما في ذلك التراب والأوساخ وبين انخفاض معدل إصابتهم بالربو. 

وأشار الباحثون إلى ما يُعرف بـ”فرضية النظافة”، والتي تفترض أن الحماية الزائدة من الجراثيم في مرحلة الطفولة قد تُضعف جهاز المناعة وتزيد من معدلات الحساسية.

العلم لا يزال يبحث عن الإجابة النهائية

رغم هذا الجدل، يبقى الإجماع الطبي قائمًا على أهمية تقليل التعرض للبكتيريا والمواد السامة داخل المنزل، خاصة عند وجود أطفال أو أشخاص يعانون من ضعف في المناعة.

 ووسط هذا الجدل، يبدو أن الخيار الأبسط والأكثر أمانًا هو إبقاء الأحذية خارج حدود البيت.