خطيب الأزهر: الأعداء يسعون لتغييب وعي شبابنا وهدم رموز الأمة

خطيب الأزهر: الأعداء يسعون لتغييب وعي شبابنا وهدم رموز الأمة

حذَّر الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر، من محاولات تستهدف تغييب عقول شباب الأمة الإسلامية، مؤكدًا أن هناك مخططات منظمة يقف خلفها أعداء الأمة للنيل من وعيهم وهويتهم، وذلك خلال خطبته اليوم الجمعة بالجامع الأزهر الشريف، والتي جاءت تحت عنوان “بناء الوعي في حياة المسلم”.

الوعي ضرورة حياتية

وأوضح الغفير أن الوعي ضرورة حياتية، وهو ما عبّر عنه القرآن الكريم بالعلم، مشيرًا إلى أن أول ما أنزله الله على نبيه كان أمرًا بالقراءة والعلم، حيث قال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، مؤكدًا أن اقتران العلم بالخلق في هذا السياق يدل على أهمية العلم التي تتجاوز حتى الوجود ذاته.

وأضاف أن رفعة الأمم وازدهارها تقاس بمكانة العلم فيها، وأن أول خطوات الأعداء لهدم أمة تبدأ بإسقاط رموزها، وتفكيك الأسرة، وتحقير دور المعلم، محذرًا من أن ذلك يؤدي إلى انحراف الشباب وراء نماذج مضللة يروج لها باعتبارها “قدوات”، وهم في الحقيقة مجرد واجهات للجهل والانحلال.

حملة موجهة لهدم رمزية الدين 

وأشار الغفير إلى أن الهجوم المتكرر على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ليس صدفة، بل يأتي ضمن حملة موجهة لهدم رمزية الدين والتأثير الإسلامي الوسطي المعتدل، وكذلك تفكيك الأسرة وتحجيم دور المربي الحقيقي.

وتابع: “حين يسقط الرمز، ويُهدم المعلم، ويتفكك البيت، تضيع البوصلة، ويتيه الشباب ويجدون قدوتهم في من يرقص أو يظهر بمظاهر منافية للرجولة والأخلاق”، مشيرًا إلى أن هذه الفوضى الثقافية تصعّب على الأهل مهمة غرس القيم في نفوس أبنائهم.

ضرورة تنمية وعي الشباب

ودعا خطيب الجامع الأزهر إلى ضرورة تنمية وعي الشباب، وتبصيرهم بالمخططات التي تحاك ضدهم، مؤكدًا أنهم يمثلون أمل الأمة التي شرفها الله بالعديد من الفضائل. كما وجَّه رسالة حاسمة لشباب الأمة، سائلًا: “أين أنتم من واقع الأمة في فلسطين وسوريا واليمن والسودان وليبيا؟ كيف لأمة نبيها وكتابها نور أن تتخبط في الظلمات؟”.

وختم الغفير خطبته بالدعوة إلى التمسك بالوحدة ونبذ التفرق، والاعتصام بحبل الله، مشددًا على أن العودة إلى الوعي والهوية هو السبيل لإنقاذ الأمة من التحديات التي تواجهها في الوقت الراهن.