علماء فلك: نقترب من اكتشاف حياة على سطح النجوم القزمة

في تقدم علمي مثير، أعلن فريق من الباحثين في مجال الفلك أن عددًا أكبر من النجوم البيضاء القزمة في مجرة درب التبانة قد توفر بيئة أكثر احتمالًا لدعم الحياة على كواكب خارجية صالحة للسكن مما كان يُعتقد سابقًا.
وتعرف النجمة البيضاء القزمة بأنها نواة نجمية متبقية بعد استنفاد نجم لوقوده النووي، مما يجعلها في مرحلة متقدمة من دورة حياتها.
إعادة تقييم إمكانيات النجوم البيضاء القزمة
في السابق، كان يعتقد الباحثون أن النجوم البيضاء القزمة لا تمتلك القدرة على دعم كواكب صالحة للسكن بسبب توقف النشاط النووي في نواتها. ومع ذلك، أظهرت المحاكاة الحاسوبية التي أجراها فريق الباحثين أن الكواكب الصخرية التي تدور حول هذه النجوم قد تتمتع بظروف أكثر ملاءمة لدعم الحياة مما كان يُعتقد سابقًا.
وتُظهر هذه المحاكاة أن هذه الكواكب قد تكون أكثر دفئًا، مما يسمح بوجود مياه سائلة على سطحها، وهو شرط أساسي لوجود الحياة كما نعرفها.
الفرق بين النجوم البيضاء القزمة والنجوم الأخرى
للتوصل إلى هذه النتائج، قارن الباحثون بين مناخ كواكب خارجية تدور حول نجم أبيض قزم وآخر مثل نجم Kepler-62، الذي يبعد حوالي 1200 سنة ضوئية عن الأرض. استخدموا نموذجًا حاسوبيًا ثلاثي الأبعاد، عادةً ما يُستخدم لدراسة بيئة كوكب الأرض، ووجدوا أن الكوكب الذي يدور حول النجم الأبيض القزم كان أكثر دفئًا من ذلك الذي يدور حول Kepler-62.
دور سرعة دوران الكواكب في دعم الحياة
أحد الفروق الرئيسية بين الكواكب التي تدور حول النجوم البيضاء القزمة وتلك التي تدور حول نجوم أخرى هو سرعة دورانها. تدور الكواكب حول النجوم البيضاء القزمة بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى تقليل الغطاء السحابي على جانبها النهاري، مما يسمح للحرارة من النجم بالتسرب إلى سطح الكوكب، مما يحافظ على درجات حرارة دافئة. ومن ناحية أخرى، تمتلك الكواكب التي تدور حول نجوم مثل Kepler-62 غطاءً سحابيًا كثيفًا يعكس الإشعاع الشمسي، مما يؤدي إلى درجات حرارة أقل على سطحها.
آفاق جديدة في البحث عن الحياة
تشير هذه النتائج إلى أن بيئات النجوم البيضاء القزمة، التي كانت تُعتبر سابقًا غير صالحة لدعم الحياة، قد تقدم فرصًا جديدة للباحثين في مجالات الكواكب الخارجية وعلم الأحياء الفلكي.
ويُعزز هذا الاكتشاف من احتمالية وجود كواكب صالحة للسكن في مناطق كانت مهملة سابقًا، مما يفتح آفاقًا جديدة في البحث عن الحياة في الكون.
نُشرت هذه الدراسة التي قادها فريق من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، بتمويل من مؤسسة العلوم الوطنية، في مجلة The Astrophysical Journal.