اليوم العالمى للفن

اليوم العالمى للفن

الفن هو العنوان العريض والحقيقى الذى يعبر عن مدى تقدم الأمم. وفى معظم الدول المتقدمة، يأتى الاهتمام بالفن بمختلف مجالاته ضمن أولويات هذه الدول. وتعد الفنون التشكيلية من أرقى وسائل التعبير الإنساني، ولها دورٌ مهمٌ فى تشكيل الوعى البصرى والثقافى وتعزيز التذوق الفنى لدى الجمهور. ومن بين الإيجابيات التى تشهدها مصر فى الوقت الحالى اهتمام وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو بالمعارض وحرصه على التواجد فى افتتاح معظمها ودعم الفنانين وفتح المساحات التى تتيح لهم تقديم رؤاهم الإبداعية، لأن الفن ليس فقط أداة للتعبير، بل هو أحد أعمدة الهوية الوطنية. وفى إطار احتفال وزارة الثقافة باليوم العالمى للفن، حرص وزير الثقافة على تفقد عدد من معارض الفنون التشكيلية المقامة بمحيط دار الأوبرا المصرية، والتى تعكس ثراء الحركة التشكيلية المصرية وتنوع رؤى الفنانين المعاصرين. شملت الجولة معرض «ليس ذاتي» للفنانة أمنية سيد، والذى يضم نحو خمسين عملا فنيا ذا طابع تأملي، تستعرض من خلاله الفنانة تجربة ذاتية عميقة تتداخل فيها المشاعر والأفكار باستخدام تقنيات وخامات متعددة.
وترصد الأعمال مراحل مختلفة من حياة الفنانة بدءا من تعرضها لحادث أفقدها القدرة على السير وجعلها رهينة أسرَّة العلاج وقرارها بعدم الاستسلام، حيث بدأت التعبير عن ذاتها بالرسم على أوراق تقاريرها الطبية. وتعتبر لوحاتها دعوة للتأمل فى الذات الحقيقية وفى الصراع الداخلى وفى الحوار الخفى مع النفس. واهتم وزير الثقافة بالتواجد فى معرض «طلة من الشبــاك» للفنانة أميمة السيسي، ويضم نحو أربعين لوحة بخامات الزيت والأكريليك على الكانڤاس، وتقدم رؤية تشكيلية خاصة تستوحى مشاهدها من تفاصيل الحياة اليومية والتراث الشعبى من خلال نوافذ بصرية تعبر عن ارتباط الإنسان بمحيطه وما يحمله من أحاسيس وتأملات. وتسلط الضوء على المرأة المصرية فى لحظة انتظار وتأمل وهى تطل على الحياة من خلف الشباك فى مشهد شاعرى يربط الخاص بالعام والذاتي بالجمعي. وتضمنت المعارض أعمالا متميزة تعكس الإبداع المصري المعاصر، والذى يرتقى بالذوق العام للمجتمع ويعتبر أحد أهم روافد الرقى والتقدم الذى تسعى إليه جميع الدول مستندة إلى المبدعين من الفنانين المتميزين الذين تزخر بهم مصر فى مختلف المجالات.