فساد الأخلاق 1

فساد الأخلاق 1

 

“نمبر وان” في إهانة الوطن!
 

لم يكتفِ المدعو  محمد رمضان بتصدير صورة مشوهة عن المجتمع المصري من خلال أعماله الفنية التي رسّخت لثقافة البلطجة والعنف في الشارع المصري فهو أول من نشر البلطجة وروج لها وأبهر الشباب والمراهقين بها لدرجة أنه أصبح قدوة لهم يسيروا علي خطاه  ، بل ها هو يُكمل ما بدأه، ولكن على منصة عالمية، في مشهد أثار موجة من الغضب والسخط على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما شاهد المصريون محمد رمضان في حفل أقامه مؤخرًا بالولايات المتحدة الأمريكية وهو يرقص مرتديًا علم مصر بطريقة فيها  إهانة واضحة للرمز الوطني، في تصرف لا يليق بفنان يدّعي تمثيل بلده أمام العالم.
لم يكن هذا المشهد مجرد لحظة طيش عابرة، بل جاء ليؤكد ما يراه البعض من أن محمد رمضان، الذي صنع لنفسه نجومية مثيرة للجدل عبر أدوار تطبيع العنف والبلطجة، لا يزال يسير في مسار يفتقر للمسؤولية والوعي بقيمة البلد التي ينتمي إليها.
إرتداء العلم المصري في حفل رقص صاخب لا يحمل أي نوع من التقدير أو الاحترام للرمز الوطني، بل يُعد استهانة واضحة بمكانة مصر وبشعبها. الرموز الوطنية وعلى رأسها العلم، يجب أن تُحاط بقدسية وهيبة، لا أن تُزجّ في أجواء عبثية تتنافى مع ما تمثله من كرامة وعزة.
هذا التصرف يُثير تساؤلات حقيقية حول الدور الذي يلعبه الفنانون في تمثيل أو تشويه صورة وطنهم في الخارج.
اللافت أن رمضان، الذي تباهى بكونه “نمبر وان”، لم يظهر حتى الآن أي اعتذار أو توضيح رسمي تجاه ما بدر منه، وكأن الأمر لا يستحق حتى مجرد الرد. والسؤال الذي يطرح نفسه هل وصل بنا الحال إلى أن نصمت عن الإساءة لرموزنا الوطنية باسم “الحرية الفنية”؟!
لقد حان الوقت لأن يُراجع الفنانون – وخصوصًا من يمتلكون قاعدة جماهيرية ضخمة – مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية، وأن يدركوا أن كل خطوة وكل حركة تُحسب عليهم، وأنهم سفراء غير رسميين لبلدهم في كل ظهور خارج الحدود.
فهل سيتحمل محمد رمضان مسؤولية تصرفه؟ أم سيكتفي كالعادة بالتجاهل أو الرد المتعالي كما اعتاد؟!
وسط هذه الصورة المُحبطة التي يقدمها “رمضان” ، لا بد أن نتوقف لنتأمل الفارق العالي بين الأشخاص التي تسيء لسمعة مصر، والنقيض لهم الأشخاص الذين يرفعون من شأن البلاد وقيمتها بين جميع الدول ، فإذا نظرنا إلى الشهيد الدكتور محمود عمشة ، الشاب الطبيب الذي ضحى بروحه من أجل إنقاذ الآخرين، فهو رمز للبطولة الحقيقية، والشرف، والتفاني.
محمود عمشة، الذي لم يركض وراء أضواء الشهرة، ولم يتباه بسيارات فارهة أو سيدات خارجية، لكنه خَلَد في قلوب المصريين كواحد من أبناء الوطن الذين جسّدوا معنى التضحية الصامتة. هذا هو النموذج الذي يجب أن يحتفى به في الإعلام، ويخلّد ذكراه في مناهج التعليم.
فرق شاسع بين من يرقص على منصات الخشب ويهين رموز وطنه، وآخر يسقط شهيدًا في ميدان الشرف. فالأول تم اختياره ليكون “تريندًا” ومشهور والأخرة لا يعلم عنه إلا القليل فلم ينل حقه في أن يعرفه الشعب بأكمله .
آن الأوان ليُعاد النظر فيمن نُسلط عليهم الضوء، ومن نُصدّرهم كقدوة للأجيال. لأن مصر ليست فقط من تُصدّر نجومًا للغناء والدراما، بل من تُخرج شهداءً وعلماءً وأبطالًا حقيقيين… أمثال محمود عمشة.
وللحديث بقية