قيامة المسيح هى الحدث الفريد فى تاريخ العالم

قام المسيح فى فجر الأحد باكراً جداً فصار يوم الأحد هو يوم الأحد (رؤ 10: 1) فبعد أحداث الجمعة العظيمة المشحونة بآلام الصلب ومع انتهاء يوم السبت الذى انقضى فى سكون تام أشبه بذلك السكوت الذى حدث نحو نصف ساعة فى السماء حينما فتح الختم السابع (رؤ 1: 8).
ومن عجائب القيامة ما سجله القديس متى فى الإصحاح (28) وبعد السبت، عند فجر أول الأسبوع، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر وإذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات، فأجاب الملاك وقال للمرأتين: «لا تخافا أنتما فإنى أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال! هلما انظرا الموضع الذى كان الرب مضطجعاً فيه..
بدأت أحداث القيامة بحدوث زلزلة عظيمة، كما حدثت تماماً، زلزلة وقت الصلب (مت 51: 27) فهكذا وقعت الزلزلة وقت القيامة لتعلن أن الذى قام هو الذى مات ولذلك لم تشمل الزلزلة سوى بقعة بستان فقط حيث يقع فيه القبر، وهناك تساؤل لا بد منه وهو: هل نتوقع أن نجد دليلا علميا على هذا؟.
الحقيقة الله لم يترك نفسه بلا شاهد وبالفعل العلماء أثبتوا حدوث هزة فى وقت صلب وقيامة المسيح، فالعلم يؤكد صحة ما قاله الكتاب المقدس..
وهذا دليل يضاف على الأدلة الكثيرة التى تؤكد صحة خبر صلب وقيامة المسيح. (2) كان لا بد أن ملاكا ينزل ليزحزح الحجر عن فم القبر، لا كمساعدة للرب فى تحريك الحجر، بل لكى ما نستطيع أن نشاهد القبر الفارغ لذلك نزل ملاك من السماء ودحرج الحجر وجلس عليه، فكان ملاكا من رتبة عالية متشحا بلباس البهاء الأبيض كالثلج وبحسب التقليد الكنسى، أنه ميخائيل ملاك القيامة والمحب لجنسنا لذل نزل ليعلن البهجة والسرور ويشيع الفرح، لقد كان الملاك جالساً على الحجر والملاك ليس من طبعه أن يتعب ليجلس لكن هى إشارة إلى انتظاره وصول المريمات إلى القبر فى فجر الأحد، ومع أن حضور الملاك وهيئته كانت سببا لفرح النساء إذ أعطاهم الطمأنينة قائلاً: «لا تخافا أنتما» إلا أن هيئته أوقعت الرعب فى نفوس الحراس ومن خوفه صاروا كأموات، إن المصريين أفزعهم وألقى ظلاماً على جنود فرعون لكنه ألقى سلاماً ونورا فى وسط إسرائيل (خر 19: 14). لقد طمأن الملاك النساء الضعيفات وأزال عنهن الخوف وصير الحراس كأموات لئلا تفزع منهم قلوب النساء القديسات.
ويطيب لى أن أناشد الرب يسوع رئيس السلام الرب القدير فى هذه الساعات التى يمر فيها عالمنا السابح بقوارب القلق، المهددة بالغرق فى أمواج ولجج محيطات هذا العالم يا رب يلتمس سلامك فى عيدك قيامتك المجيدة، نرفع قلوبنا إليك أيها القائم منتصراً على شوكة الموت لتعطنا الحياة الأبدية، نطلب منك سلاماً لأرضنا الحزينة بمشكلاتها وفقرها وخصامها، فتأكدوا أيها الأحباء أن كل الأمور تعمل معاً للخير للذين يحبون الله (رو 28: 8). ونسأله أن يعم بسلامه على العالم أجمع وعلى بلادنا الغالية مصر.