ارتفاع أسعار الأسماك في أسواق الشرقية مع احتفالات شم النسيم
مع حلول أعياد الربيع وشم النسيم، تشهد أسواق الأسماك والمأكولات البحرية في محافظة الشرقية، حالة من الانتعاش، وسط إقبال متزايد من المواطنين على شراء الفسيخ والرنجة والأسماك المدخنة، رغم الارتفاع الملحوظ في الأسعار هذا العام.
ورصدت تواصل حركة نشطة داخل الأسواق الشعبية ومنافذ بيع الأسماك المدخنة، لا سيما في مدينة الزقازيق ومراكز فاقوس وأبو كبير والحسينية، حيث ازدادت معدلات الشراء، في مشهد يعكس تمسك المواطنين بعاداتهم الغذائية المرتبطة بهذه المناسبة، رغم الظروف الاقتصادية.
قفزة كبيرة في أسعار الأسماك والمأكولات البحرية
سجلت أسعار الأسماك هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا، وجاءت على النحو التالي: البلطي 85 جنيهًا للكيلو، والبوري العادي يتراوح من 125 إلى 280 جنيهًا، والبوري السوبر الكبير من 350 إلى 400 جنيه، والبوري الوسط من 300 إلى 350 جنيه، والطوبار من 250 إلى 300 جنيه، والسردين البلدي 150 جنيهًا، والسردين العادي من 90 إلى 100 جنيه، والفسيخ من 160 إلى 200 جنيه حسب الحجم والجودة ومكان البيع.
الأهالي: الأسعار نار.. بس العادة ما تتكسرش
رغم الغلاء، يحرص كثير من المواطنين في محافظة الشرقية على شراء الفسيخ والرنجة، ولو بكميات أقل من المعتاد، تقول ابتسام عبد المقصود، ربة منزل: الأسعار السنة دي غالية جدًا، لكن متعودين على شم النسيم بالفسيخ والرنجة، حتى لو هنشتري كميات بسيطة.
ويضيف أحمد عبد السلام، موظف، في الأعوام السابقة كنا بنشتري 3 كيلو ونقضي اليوم، دلوقتي كيلو واحد بس، عشان الأسعار بقت ضعف اللي كانت عليه.
التجار: تراجع الكميات وزيادة التكاليف وراء الغلاء
من جهتهم، أكد عدد من التجار أن ارتفاع الأسعار يعود إلى زيادة تكاليف النقل والتخزين، بالإضافة إلى قلة المعروض من بعض الأنواع، يقول محمود سامي، تاجر أسماك مدخنة بسوق الزقازيق: فيه زيادة في الأسعار، لكن الإقبال أفضل من السنة اللي فاتت، الزبون بيشتري حسب قدرته، بس ما بيستغناش عن الفسيخ والرنجة.
ويضيف عبد الله خليل، صاحب محل فسيخ بفاقوس: الإقبال موجود، خاصة على السردين والفسيخ، وبعض الناس بيدوروا على الأسماك الأرخص، الناس بتعمل ميزانية علشان شم النسيم.
رغم التحديات.. عادات راسخة
ورغم ارتفاع الأسعار، لا تزال موائد الشرقية المنزلية أو في الحدائق في ذات اليوم خاصة وأن الكثير من الأسر بتخرج إلى الحدائق والمتنزهات من الصباح الباكر؛ كنوع من تغير نمط اليومي، خاصة وأن يوم شم النسيم إجازة رسمية في كل المصالح الحكومية والخاصة، ما يتيح للأسر الشرقاوية الاحتفاظ بطابعها المميز في شم النسيم، حيث لا تكتمل الفرحة دون الفسيخ والسردين والليمون والبصل الأخضر في الهواء الطلق، في ظل أن محافظة الشرقية تتمتع بحدائقها المتنوعة كحديقة الكفراوي بمدينة العاشر من رمضان، وكذلك في مدينة الصالحية الجديدة، والحدائق المتنوعة في المراكز الأخرى كما هو الحال في «بلبيس، الابراهيمية، أنشاص الرمل، الحسينية»، وذلك في مشهد يعكس تمسك الأسر بعاداتهم الاحتفالية، حتى وسط ضغوط اقتصادية متزايدة.
ويبقى يوم شم النسيم أحد أبرز المناسبات التي يحرص فيها أهالي الشرقية منذ عشرات السنين على شراء الأسماك المملحة والموالح كجزء من تقاليد متوارثة، حيث لا تتأثر كثيرًا بتقلبات الأسعار، وبين الرنجة، والفسيخ، والبصل الأخضر، تستمر طقوس الاحتفال كما كانت، وإن اختلفت الكميات وتنوعت الخيارات.
IMG_٢٠٢٥٠٤١٩_٢٣١٩٢٤
IMG_٢٠٢٥٠٤١٩_٢٣١٩٠١