احذر..تجاهل أعراض قصور القلب الشائعة يؤدي إلى الوفاة

احذر..تجاهل أعراض قصور القلب الشائعة يؤدي إلى الوفاة

أمراض القلب .. في دراسة طبية حديثة تحمل رسائل تحذيرية بالغة الأهمية، توصل باحثون إلى وجود علاقة مثيرة للقلق بين ضعف السمع وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب، وهو مرض مزمن يؤثر على قدرة القلب في ضخ الدم بفعالية. 

المثير في نتائج هذه الدراسة ليس فقط الربط الفيزيولوجي، بل أيضًا البعد النفسي والاجتماعي الذي يتوسط هذه العلاقة.

السمع… بوابة غير متوقعة لمشاكل القلب

قام فريق من الباحثين في الصين بتحليل بيانات ضخمة من “البنك الحيوي البريطاني”، شملت أكثر من 164 ألف شخص خضعوا لاختبارات سمع متقدمة تقيس القدرة على تمييز الأرقام وسط الضوضاء. 

وكانت النتيجة واضحة: الأفراد الذين سجلوا أداءً ضعيفًا في اختبارات السمع، خاصة من لم يستخدموا أجهزة مساعدة سمعية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب خلال فترة متابعة امتدت لأكثر من 11 عامًا.

أعراض يتم تجاهلها… وخطر يتفاقم

ويتطور قصور القلب، الذي يصيب أكثر من مليون شخص في المملكة المتحدة وحدها، وتتضمن أعراض قصور القلب مثل التعب المستمر، ضيق التنفس، وتورم الأطراف قد لا تبدو خطيرة للوهلة الأولى، لكنها مؤشرات على تدهور في وظيفة القلب. 

وتسلط الدراسة الضوء على ضرورة عدم تجاهل هذه الأعراض، خاصة في حال وجود مشكلات سمعية مصاحبة.

العامل النفسي: الضيق والعزلة كمحفزات للمرض

بحسب الباحثين، فإن الضغوط النفسية الناتجة عن ضعف السمع، مثل العزلة الاجتماعية، العصبية، والشعور بالعجز، تلعب دورًا مهمًا في تفاقم الحالة الصحية. هذا البعد النفسي يُنظر إليه الآن كوسيط محتمل في العلاقة بين السمع والقلب، مما يدفع نحو أهمية تقديم دعم نفسي للأشخاص المصابين بضعف سمعي.

دعوة إلى تغيير النهج في الوقاية القلبية

تشير الدراسة إلى ضرورة دمج اختبارات السمع ضمن منظومات تقييم مخاطر القلب والأوعية الدموية، لا سيما لدى كبار السن فإذا ثبتت النتائج بشكل قاطع، فإن ضعف السمع لن يكون مجرد حالة منفصلة، بل علامة مبكرة على مشكلات قلبية محتملة. 

كما يؤكد الباحثون على أهمية التدخل المبكر وتوفير الدعم النفسي المناسب، باعتباره وسيلة فعالة لتقليل مخاطر الإصابة بقصور القلب.

رسالة إلى الجميع: استمع لأعراضك… واستجب لها

وتعتبر الرسالة الأهم التي تخرج بها هذه الدراسة هي أن تجاهل الأعراض “العادية” مثل الإرهاق أو تدهور السمع قد يكون مكلفًا. فالجسم يهمس أحيانًا قبل أن يصرخ، والمطلوب هو الانتباه المبكر لتلك الهمسات.