الشابو وعياله

كيف وصل هذا السم القاتل إلى مصر؟ هذا خطرٌ يهدد الدولة ويتطلب تكاتف الشعب والمسؤولين للقضاء عليه، فقد صار مخدر «الشابو» وما شابهه حديث الناس ومصدر اهتمامهم بعدما شاهدنا من الحوادث ما تشيب له القلوب؛ شابٌّ يقتل أبويه وهو يضحك، وآخر يلقى بأبنائه من بلكونة الدور الثالث حتى يلعبوا بالشارع، وآخر يشعل النار فى شقته وأسرته بداخلها ويجلس على السلم سائلاً المطافئ عما يحدث ولماذا جاؤوا؟ وغير ذلك من الحوادث المحزنة المبكية.. شبابٌ يدمنون من أول جرعة ثم يتحولون إلى مروجين بعد أن يفلسوا ويبيعوا كل ممتلكاتهم وممتلكات أسرهم تحت تهديد السلاح. ويتكون الشابو من الميثامفيتامين مع خليط من المركبات المؤثرة على الأعصاب لتقليل التكلفة، وهو منشطٌ ويعطى إحساساً بالبارانويا والإحساس بالعظمة إضافةً إلى الهلاوس العدوانية التى تؤذى المتعاطى نفسه وأقاربه ومن حوله؛ وعلاجه عرضى وتوجد صعوبةٌ فى السيطرة على المريض إضافةً إلى إمكان إيذائه طاقم العلاج مع احتمالية رجوعه سريعاً بعد الشفاء إلى التعاطى مرةً أخرى. الشرطة تؤدى ما عليها ويسقط بعض ضباطها برصاص هؤلاء المجرمين كما حدث فى الأسابيع القليلة الماضية فى الصعيد، لكنها لا تستطيع وحدها القضاء على تجار هذه المخدرات، ولابد من مساعدة الأهالى بالإبلاغ عن أى تاجر وعن أى متعاط، وهنا يأتى دور الشرطة التى يجب أن تجفف المنابع وأن تلقى القبض على تجاره وأن تنشىء الدولة والقطاع الخاص والجامعات مستشفيات علاج الإدمان فى كل محافظة، وأن يلقى القبض على المتعاطين ونأخذهم عنوةً إلى هذه المراكز العلاجية، وقد شاهدت أباً ربط ابنه بالسلاسل واقتاده عنوةً إلى مستشفىً بأسوان ليعالجه من إدمان الشابو، مطلوبٌ مستشفىً فى كل محافظة حتى نساعد هؤلاء الضحايا ليتعافوا من هذا الموت الجنونى المدمر، فقد صار المتعاطى خطراً على نفسه وعلى المجتمع، هل يتطلب الأمر إنشاء المجلس القومى لمكافحة المخدرات وعلاج المدمنين؟ نعم؛ نحن فى أمس الحاجة لهذا المجلس الذى أراه ضرورياً وآمل أن أرى هؤلاء التجار الذين يبيعون لأبنائنا هذه السموم معلقين على المشانق إثر عدالة ناجزة لا تراعى فيهم رحمةً، وإنا لمنتظرون.
مختتم الكلام
أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام
لئن لم يطفها عقلاء قوم يكون وقودها «جثثٌ وهام»