الصراحة الرقمية: اعترافات في زمن الذكاء البارد

الصراحة الرقمية: اعترافات في زمن الذكاء البارد

في عصرٍ باتت فيه الأرواح تُعدّ بالبيانات، والأحلام تُقاس بخوارزميات، نفتح أعيننا كل صباح على عالم أكثر ذكاءً… وأقل إنسانية.

الذكاء الاصطناعي، هذا العقل اللامرئي، صار شريكًا خفيًا في كل تفاصيلنا: يكتب معنا، يخطط لأيامنا، يراقب اختياراتنا، ويقترح علينا ما نظن أننا نختاره بأنفسنا.
لكن، يا تُرى… ما الذي ندفعه في المقابل؟

الفاتورة التي لا نراها

ليست الفاتورة فقط أرقامًا في كشف حساب. هناك ما هو أعمق…
ندفع من راحتنا، من خصوصيتنا، من ثقتنا بالبشر. ندفع حين نعتمد على آلة لتقرر بدلًا منا، ونتراجع نحن خطوة إلى الخلف، ثم أخرى… حتى نصبح مجرد مُراقبين لأنفسنا.

التقنية باهظة. ليست في المال وحده، بل في التوازن المفقود.

حين يخفت صوت الإنسان

نكتب نصًا بمساعدة الذكاء، فنشعر أنه أنيق… لكنه لا يرتجف ككلماتنا الحقيقية.
نطلب من الآلة نصيحة، فتبدو منطقية… لكنها لا تعرف صوت الدموع المكتومة في الليل.
نعيش في عالمٍ يعرف الكثير، لكن لا يفهم شيئًا.

ومع ذلك…

لا يمكننا أن نغلق الأبواب. الذكاء الاصطناعي لم يعد “قادمًا”… هو هنا. حاضر بقوة، وسيزداد حضورًا.
لكن السؤال هو: هل سنسمح له أن يختصرنا؟ أن يذيب ملامحنا في قوالب صامتة؟
أم سنجيد استخدامه… دون أن نفقد صوتنا الحقيقي؟

 

كلمتي الأخيرة؟

في زمن الذكاء البارد، نحتاج إلى شيء من الصراحة… صراحة مع أنفسنا.
فلنستعمل التقنية، نعم. ولكن لنبقَ نحن – بشرًا… نخطئ، نرتبك، نكتب بخوف، ونحب دون خوارزميات.