هجرة الأطباء والشباب..عفواً يا رئيس الوزراء !

هجرة الأطباء والشباب..عفواً يا رئيس الوزراء !

 

تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بشأن هجرة الأطباء تستوجب التوقف بعد حديثه عن الفائدة من وراء ذلك وجلب العملة الصعبة، إلى جانب حديثه عن زيادة عدد الخريجين من كليات الطب خلال الفترة القادمة بما لا يؤثر سلباً على عدد الأطباء العاملين في مصر.

حديث رئيس الوزراء جاء ليؤكد المأساة التي نعيشها جراء سياسات حكوماته المتعاقبة على مدار السنوات الماضية والتي أوصلت الملايين للمطالبة برحيلها بعد أن تفننت حكومات مدبولي في زيادة الأعباء ورفع أسعار الوقود ومن ثم الأسعار، وكل مناحي الحياة اليومية.

والغريب في الأمر أن رئيس الوزراء بدلا من الحديث عن الأسباب التي دفعت آلاف الأطباء للهجرة ومعالجتها، جاء يحدثنا عن فائدة ذلك ويشعرنا بأنه هذا الأمر لن يؤثر سلباً على مستقبل الطب في مصر، في حين أن قطاع الطب البشري تحديداً والتمريض يحتاجان عشرات الدفعات لسد العجز ،وهو ما نراه في إعلان التكليفات الذي يصدر بين الحين والآخر من وزارة الصحة لسد العجز.

لقد تفرغ رئيس الوزراء للحديث عن مميزات الهجرة، وترك الأسباب الرئيسية التي دفعت أصحاب البالطو الأبيض للهجرة خارج البلاد بسبب رواتبهم الضعيفة، وصعوبة التأقلم مع متطلبات الحياة اليومية وتوفيرها مثل الملايين من الموظفين والعاملين في مختلف القطاعات والبسطاء.

وتجاهل رئيس الوزراء ما يحدث الآن من هجرة مئات الآلاف من شباب مصر للعمل في غالبية دول القارة الإفريقية،وليس دول الخليج أو أوروبا بحثاً عن الرزق وقوت أبنائهم والرهان على فرق العملة التي كانت حكومته سبباً في إضعافها ومقارنتها بالعملة الصعبة، فكان السفر للخارج هو الملاذ الآمن لكل هؤلاء الذين تركوا أبنائهم وأهلهم للعيش في الغُربة.

كما تجاهل رئيس الوزراء أن دوره الحقيقي، وتكليف حكومته يكمن في توفير أجواء مناسبة للعيش في هذا الوطن، وأن يستفيد الوطن من أبنائه الذين تعلموا في مدارسه وجامعاته ،خاصة في مدارس وجامعات حكومية لاقت الدعم من الدولة على مدار سنوات انتظاراً لجني الثمار، وليس لترك المحصول لدول أخرى للاستفادة من أبنائنا على الجاهز-كما يقولون.
أليس عدد الشباب المصريين الموجودين الآن خارج البلاد، والراغبين في السفر من أبناء مصر في الداخل دليلاً على ضيق سبل العيش، بل استحالة قدرة أي شاب بسيط في مقتبل العمر على تجهيز أو شراء شقة للزواج والاستقرار وهو أبسط الحقوق لأي إنسان؟!.

خلاصة القول أن حكومة الدكتور مدبولي لم تكن على مستوى طموحات وآمال هذا الشعب بغالبية فئاته التي هُمِشّت ،وانحدرت من مستوى لآخر نحو خط الفقر، ومن ثم نستطيع أن نقول لحكومة مدبولي “عفوا..لقد نفذ رصيدكم” لدى الملايين من أبناء هذا الشعب..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء ،وللحديث بقية إن شاء الله.