( زيف العالم الإفتراضي )

( زيف العالم الإفتراضي )

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

أصبحت الهواتف المحمولة لا تفارق أيدينا، حتى أثناء نومنا نجدها بالقرب منا، لأنها تشعرنا بأن كل ما حولنا في قبضتنا، فمن خلالها تبدأ حكايات المواقع والسوشيال ميديا، فنرى صفحات و كلمات لأشخاص أرواحهم منكسرة، وأُخرى تبتسم، وعيون تحزن وقلوب تذبل.
عبر هواتفنا نحب البعض، ونفارق ونسعد ونحزن ونتأثر، وما هى إلا أوقات تُقضى بين تقارب وتباعد، بين ثرثرة وهرج يحوى موضوعات منها التافه والجاد، فضلا عن الكثير من المواقف التي قد يتسلل عليها شئ من الظنون بين حسد وحقد.
في هذا العالم الإفتراضي الذي ندخله عبر الهاتف نجد بعض الناس يتعاملون كحكماء رغم أن بعضهم جهلاء، وبعضهم كلماتهم سهام مصوبة للأبرياء، والبعض الآخر كلماتهم كفوهة بركان ثائر أشبه بالجحيم، ووسط هذا العالم الإفتراضي هناك حكايات أدمت الفؤاد .
وإعلمي وإعلم يا هذا أنك محصور الفكر وراء هاتفك، فلا تعرف شيئاً عن أحد، فلابد أن تضع هذه القناعة في رأسك، فلا تعلم تقلب أحوالهم، متى يغشاهم الهدوء؟ ومتى يبتسمون ؟ فالقلوب لم تُكشف ولو كُشفت لن يُساء لأحد فهما ولا قولا، إنه عالم إفتراضي مليئ بالزيف الممزوج بالواقع المؤلم أحيانا، فلا تضع ثقتك في كل من تُقابلهم على الصفحات . 
أيها السابحون في العالم الإفتراضي إسرقوا اللحظات السعيدة في واقعكم مع عائلاتكم وأحبائكم، فالسرقة هُنا مباحة وتجدها في جلوسك مع طفل أو مع مُسن وكلاهما يترك أثرا، فالأول لا يعرف عن الدنيا شيئاً ولم تشغله أبداـ والأخر إكتفى وزهد .
وإعلموا يا أحبائي ان السعادة لا تكن في تعدد أصدقائك بل في حُسن الاختيار، والُحب لا يُباع ويُشترى، فمن أحبك إخترق الجدار الحاجز بينكما وتمنى السلام لقلبك وأيام مُسالمة لروحك.. وأخيراً.. سلاماً لمن ظن بنا سُوءا ونحنُ من سوء ظنه أبرياء .