فتح تدعو حماس بالتوقف عن اللعب بمصير الشعب الفلسطيني

دعت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، مساء اليوم الثلاثاء، حركة حماس إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب الفلسطيني وفقاً لأجندات خارجية والتعاون مع الجهود السياسية التي يبذلها الرئيس محمود عباس لوقف ما وصفته بـ”شلال الدم الفلسطيني” في قطاع غزة.
ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله برئاسة عباس، لبحث التطورات السياسية والميدانية، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقالت اللجنة في بيان إن استمرار حماس في الانفراد بالقرار الوطني ورفضها الالتزام بأسس العمل الفلسطيني المشترك «يمنحان الاحتلال ذرائع إضافية لمواصلة عدوانه»، مشددة على ضرورة العودة إلى مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بعدّها المرجعية السياسية الوحيدة للشعب الفلسطيني.
وذكرت اللجنة أنها استمعت إلى عرض قدمه الرئيس عباس حول نتائج اتصالاته ولقاءاته العربية والدولية الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، إضافة إلى وقف الاعتداءات في الضفة الغربية.
وتطرق الاجتماع أيضاً إلى التحضيرات الجارية لعقد جلسة المجلس المركزي المقررة غداً الأربعاء في مقر الرئاسة في رام الله، التي ستبحث في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وحذرت اللجنة من مخططات إسرائيلية خطيرة تهدف إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتقطيع أوصاله، لدفع السكان نحو التهجير القسري، ووصفت هذه الخطط بأنها «مرفوضة فلسطينياً وعربياً ودولياً.
كما اتهمت اللجنة إسرائيل بشن حرب إبادة جماعية أدت إلى مقتل وجرح أكثر من مائتي ألف مواطن، وتسببت في دمار واسع للبنية التحتية في قطاع غزة، وسط ما وصفته بـ«صمت دولي شجع إسرائيل على التمادي في عدوانها».
ودعت اللجنة مجلس الأمن الدولي إلى «تحمل مسؤولياته في وقف الحرب على قطاع غزة، وإنهاء الاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية، لا سيما في شمالها»، مطالبة بوقف سياسات الإعدام والاعتقال والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية إلى جانب الانتهاكات المتكررة في مدينة القدس، خاصة في المسجد الأقصى.
وعلى صعيد آخر، استشهد خمسة مواطنين فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني استهدف خيمة تؤوي عائلة فلسطينية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية ومحلية بأن الطائرة المسيّرة أطلقت صاروخًا بشكل مباشر نحو خيمة تعود لعائلة أبو سيف، ما أدى إلى استشهاد خمسة من أفراد العائلة، ثلاثة منهم أطفال، فيما أُصيب عدد آخر بجروح متفاوتة، بعضهم في حالة حرجة.
وتم نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفى القريب من المخيم وسط حالة من الصدمة والحزن الشديدين بين الأهالي.
وجاء القصف في وقت تشهد فيه مناطق متفرقة من قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا متواصلاً من قبل قوات الاحتلال، التي تواصل استهداف المدنيين ومنازلهم، والمرافق الحيوية في ظل أوضاع إنسانية كارثية نتيجة الحصار المستمر منذ سنوات طويلة، وتفاقم الأوضاع بفعل العدوان المتواصل منذ أكتوبر 2023.
ويعتبر استهداف المدنيين، لا سيما الأطفال، خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يُلزم أطراف النزاع باحترام وحماية السكان المدنيين، ويمنع استهدافهم تحت أي ذريعة. إلا أن الاحتلال الصهيوني يواصل انتهاكاته اليومية بحق سكان قطاع غزة، في ظل صمت دولي وعجز المجتمع الدولي عن وقف المجازر المتكررة.
وتتعالى الأصوات المطالبة بضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه أمام المحاكم الدولية، والدعوات الموجهة للمؤسسات الحقوقية والإنسانية للتدخل العاجل لحماية المدنيين من آلة الحرب الصهيونية.
وتشهد جباليا ومناطق شمال القطاع أوضاعًا ميدانية وإنسانية مأساوية، مع تواصل القصف ونزوح آلاف العائلات، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والمأوى والخدمات الطبية، ما يفاقم من معاناة السكان ويزيد من التحديات الإنسانية على الأرض.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، الاثنين، إن 600 طفل استشهدوا منذ استئناف الاحتلال الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 18 مارس الماضي، داعية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار.
وأضافت الوكالة الأممية في بيان مقتضب: “منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس، قُتل 600 طفل وأصيب أكثر من 1600 آخرين في غزة، بحسب اليونيسيف”.
وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قد قال في بيان نشره في 19 أبريل الجاري، إن 595 طفلا و308 سيدات قُتلوا منذ انهيار وقف إطلاق النار بغزة في 18 مارس الماضي.
وقال المركز الحقوقي في بيان آنذاك إن النساء والأطفال تصدروا قائمة الضحايا مع استئناف الهجوم العسكري الإسرائيلي.