الأردن يحظر الإخوان ويصادر مكاتبهم.. ووزير سابق: كفاهم مزايدة واستفزازا لمصر والمملكة

في تحليل لاذع، انتقد وزير الإعلام الأردني الأسبق والكاتب سميح المعايطة ما وصفه بـ”ازدواجية خطاب” جماعة الإخوان المسلمين تجاه القضية الفلسطينية وإسرائيل، مشيرًا إلى أنهم لم يتفوهوا بكلمة عن إسرائيل في مصر بينما يستغلون موجة التضامن مع فلسطين في الأردن.
وتساءل المعايطة خلال استضافته في برنامج “السؤال الصعب” على قناة سكاي نيوز عربية عن دوافع الجماعة في محاولة إنشاء خلايا مسلحة وتصنيع صواريخ في الأردن، قائلًا: “أنا بالنسبة لي كأردني، حدا بده يعمل صواريخ ويعمل خلايا مسلحة لو دوافعه يحرر الأندلس مش مقبول عندي، شو علاقته بالتضامن مع غزة؟ شو علاقته بدعم فلسطين؟”.
وفي سياق متصل، تطرق المعايطة إلى العلاقات الأردنية الإيرانية المتوترة، مؤكدًا أن “الأردن ما زال عقدة لدى الإيرانيين” الذين يسعون لزعزعة استقراره وتحويله إلى ساحة نفوذ لهم على غرار دول عربية أخرى. وأشار إلى إفشال الأردن لمحاولات إيرانية على مدى عقود لإنشاء موطئ قدم لها في البلاد تحت ستار “السياحة الدينية”.
صبر الأردن على الإخوان إلى زوال
وحول ارتباط جماعة الإخوان بمخطط زعزعة الاستقرار الأخير وتحالفها المزعوم مع الحرس الثوري الإيراني، رجح المعايطة أن “صبر الدولة الأردنية الآن سينتهي”، متوقعًا تغييرًا في تعامل الدولة مع الجماعة التي وصفها بأنها “جماعة غير مرخصة” في الأردن.
وانتقد بشدة دفاع نواب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي للإخوان) عن المتورطين في المخطط، معتبرًا ذلك “خطأ” قد يدفع الأردن لاتخاذ إجراءات قضائية بحق الحزب، مع بقاء “كل الخيارات واردة”.
مقارنة بالعلاقات التركية الإسرائيلية
وفي مفارقة لافتة، قارن المعايطة بين موقف الإخوان من علاقات الأردن بإسرائيل ونظرتهم إلى العلاقات التركية الإسرائيلية، قائلًا: “من هو علاقته الأقوى بإسرائيل؟ الأردن أم تركيا؟ أم عمرك سمعتي من الإخوان في كل شيء ومن حلفائهم بطالبوا بإغلاق السفارة الإسرائيلية في أنقرة؟ بطالبوا بوقف التطبيع التركي الإسرائيلي؟ بس الشتيمة والإساءة لمصر والأردن كذا”.
واعتبر هذا “انتقائية” و”غيابًا للموضوعية”، مشيرًا إلى أن إسرائيل هي نفسها في الحالتين، وأن صمت الإخوان عن العلاقات التركية يعود إلى “استضافتهم” و”احتضانهم” في تركيا.
لا للوطن البديل.. والمساعدات ليست ثمنًا للسيادة
وفي ختام حديثه، جدد المعايطة التأكيد على ثبات موقف الأردن الرافض لمشروع “الوطن البديل” للفلسطينيين، مشددًا على أن المساعدات الأمريكية ليست ثمنًا للتنازل عن سيادة الأردن أو تغيير هويته، مشيرا إلى أن الأردن لديه بدائل اقتصادية وإرادة سياسية قوية للحفاظ على موقفه الثابت تجاه هذه القضية.
وشرعت الأجهزة الأمنية الأردنية في تنفيذ قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين، حيث بدأت عمليات تفتيش ومصادرة لمقرات الجماعة والمقرات التي تتشارك فيها مع جهات أخرى، وعلى رأسها حزب جبهة العمل الإسلامي.
وأكدت مصادر إعلامية أن قوات الأمن طوقت المقار التابعة للجماعة وبدأت بتفتيشها، وذلك بعد ساعات من تحذير وحدة الجرائم الإلكترونية من التعامل أو نشر أي محتوى يتعلق بالجماعة المحظورة قانونيًا.
وأوضح مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب الإعلان عن خلية إرهابية تورط فيها عناصر قيل إنهم حاولوا إخفاء وثائق للجماعة، مما دفع السلطات لتوسيع نطاق الإجراءات الأمنية.
يثير استهداف المقرات المشتركة تساؤلات حول مستقبل حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان. فبينما لا يزال الحزب مرخصًا وقانونيًا، فإن مصادرة مقراته قد تعيق عمله بشكل كبير.
وأشارت وزيرة الإعلام الأردنية الأسبق، سميحة المعايطة، إلى أن وضع الحزب بات “محل شك”، مرجحة اتخاذ إجراءات بحقه بعد صدور الأحكام القضائية في قضية الخلية الإرهابية، خاصة في ظل “حالة التداخل الشديدة” بين الحزب والجماعة.
وأكدت المعايطة أن الحزب تاريخيًا كان واجهة سياسية للإخوان ويتلقى قراراته المصيرية من مجلس شورى الجماعة، وأن معظم أعضائه هم في الأساس أعضاء في جماعة الإخوان.
يُذكر أن الأردن أعلن حظرًا شاملًا على جماعة الإخوان المسلمين وكل ما يتعلق بها، ويتوقع مراقبون أن تشهد الأيام القادمة مصادرة كاملة لممتلكات الجماعة ومقراتها.
اقرأ المزيد..