مصارع روماني يقاتل حتى الموت: أول دليل مادي على مصارعة الوحوش قديمًا

مصارع روماني يقاتل حتى الموت: أول دليل مادي على مصارعة الوحوش قديمًا

مصارع روماني .. في مقبرة قديمة بشمال إنجلترا، وتحديدًا في دريفيلد تيراس قرب مدينة يورك، توصل علماء الآثار إلى اكتشاف مذهل يُعيد تشكيل تصورنا عن معارك مصارع في الإمبراطورية الرومانية. 

وعثر الباحثون على الهيكل العظمي لرجل في الثلاثينات من عمره، مدفونًا بجوار عظام حصان، أثبت أن المصارع كان ضحية لمعركة مميتة ضد أحد أشرس خصوم الحلبات: أسد أو ربما نمر.

علامات عض قاتلة ورسالة من الماضي

أظهر الفحص الدقيق لعظام الحوض ثقوبًا غائرة وآثار عض فريدة من نوعها، أدهشت العلماء الذين استخدموا تقنية المسح ثلاثي الأبعاد لمقارنتها بعلامات تركتها حيوانات مفترسة في حدائق الحيوان الحديثة. 

وتطابقت العلامات مع تلك التي تتركها الأسود والنمور والفهود، ما دفع الباحثين إلى الجزم بأن الرجل تعرض لهجوم مميت على يد إحدى هذه الحيوانات، وفي سياق قتال داخل ساحة عرض، وليس حادثًا عارضًا بعد الوفاة.

لطالما استند فهمنا لعروض المصارعة الرومانية إلى اللوحات والنصوص القديمة، لكن هذا الهيكل العظمي يقدم أول دليل عَظْمي مادي على تفاعل مباشر ودموي بين الإنسان وحيوان مفترس في ساحة قتال بريطانية، مما يشير إلى انتشار هذه الظاهرة الترفيهية خارج قلب الإمبراطورية الرومانية.

تحليل البقايا: حياة قاسية ونهاية مأساوية

وكشف تحليل العظام أن الرجل كان يعاني من إصابات مزمنة في العمود الفقري والكتف، ناجمة عن تدريب أو عمل شاق، إضافة إلى علامات على سوء تغذية في الطفولة والتهاب رئوي قبل الوفاة. 

وتدعم هذه الأدلة فرضية كونه “بيستياريوس”، مصارع متخصص في قتال الحيوانات، ربما تم الدفع به لملاقاة نهايته على يد أسد جائع وسط هتاف الجماهير.

الأسد في ساحة يورك: ساحة لم تكتشف بعد

رغم عدم اكتشاف مدرج روماني حتى الآن في يورك، إلا أن هذا الاكتشاف يعزز فرضية وجود ساحات محلية استُخدمت لعروض المصارعة والقتال، حيث لم يكن الترفيه الدموي حكرًا على الكولوسيوم في روما. 

زتؤكد الأدلة أن الإمبراطورية الرومانية لم تكتفِ بغزو الأرض، بل نشرت ثقافة القتال الوحشي إلى أبعد أطرافها.

هذا الكشف الفريد لا يضيء فقط على العنف الكامن في ترفيه الرومان، بل يمنحنا نافذة نادرة نطل منها على قصص مجهولة لرجال خاضوا معارك قاتلة من أجل متعة الجمهور.