جمعة: الصلاة على النبي طريق للتواصل معه ومفتاح للقبول عند الله

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن الصلاة على النبي ﷺ تمثل وسيلة مشروعة ومفتوحة على الدوام للتواصل مع سيدنا رسول الله ﷺ، مشددًا على أن فضل الصلاة على النبي ﷺ عظيم، وأنها باب من أبواب القرب الإلهي.
الأمر بالصلاة والسلام على النبي
وأوضح جمعة أن الله تعالى أمر عباده بالصلاة والسلام على النبي ﷺ في قوله:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، مبينًا أن هذه الآية تحمل أمرًا مباشرًا من الله للمؤمنين بإكثار الصلاة على نبيه الكريم ﷺ.
وأضاف أن المعنى الأعمق للصلاة على النبي ﷺ لا يقتصر فقط على التلاوة اللفظية، بل يشمل التسليم لأوامره ﷺ والرضا بأحكامه، مستشهدًا بقوله تعالى:﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ، وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].
حقيقة الصلاة على النبي
وتابع مفتي الجمهورية السابق: “بعض العارفين أشاروا إلى أن حقيقة الصلاة على النبي ﷺ هي التسليم القلبي والعملي لحكمه، وأن لا يجد المؤمن في نفسه أدنى حرج مما أمر به ﷺ، وهو ما يعد ترجمةً عملية للحب الصادق للنبي الكريم”.
وأشار إلى أن النبي ﷺ قال: «أَنَا مِنْكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ لِلْوَلَدِ»، في دلالة على مدى رحمته وحنوه على أمته، مضيفًا أن الله وصفه بقوله:﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ، حَرِيصٌ عَلَيْكُم، بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]، مؤكدًا أن الاتباع الحقيقي لرسول الله ﷺ يستوجب أن نجعل منه قدوتنا في السلوك والعمل.
وشدد جمعة على أن الصلاة على النبي ﷺ تضيء القلوب، وتغفر الذنوب، وتستر العيوب، وتفتح أبواب الأرزاق، كما أنها مقبولة دائمًا عند الله، لا تحتاج إلى شروط من إخلاص أو نية، لأنها متعلقة بالجناب المحمدي الشريف ﷺ.
واختتم قائلاً: “النبي ﷺ قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا»، وهذا الحديث فيه بشرى عظيمة لكل من أراد أن يبدأ طريق القرب من الله، حتى لو كان بعيدًا، فالصلاة على النبي ﷺ هي الذكر المقرون باسم الله، وهي مفتاح للتقوى، وطريق للطمأنينة”.