مفوضية حقوق الإنسان: الوضع الإنساني في غزة يتدهور والحصار دمر حياة الملايين

مفوضية حقوق الإنسان: الوضع الإنساني في غزة يتدهور والحصار دمر حياة الملايين

أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يشهد تدهورًا خطيرًا منذ نحو 18 شهرًا، مشيرة إلى أن الحصار الكامل المفروض على القطاع أدى إلى دمار واسع في حياة 2.2 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف قاسية للغاية.

 

وقالت المفوضية في بيان لها، إن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين تصاعدت بشكل لافت منذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير، ما زاد من معاناة المدنيين في غزة، في ظل غياب الحد الأدنى من الحماية أو الممرات الإنسانية.

 

وأضافت المفوضية أن الوضع لا يقتصر على قطاع غزة فقط، بل يمتد أيضًا إلى الضفة الغربية، التي تشهد تصاعدًا مقلقًا في عنف المستوطنين، بالتوازي مع تنفيذ القوات الإسرائيلية لعمليات ميدانية تسفر عن سقوط ضحايا فلسطينيين وتهجير قسري مستمر لعائلات بأكملها من مناطق سكنها.

 

وفي سياق متصل، شددت المفوضية على أن استراتيجيتها واضحة منذ البداية، مشيرة إلى أنها ستواصل الضغط والتنسيق مع كافة الأطراف، بهدف التوصل إلى اتفاق عادل يُنهي معاناة المدنيين ويضع حدًا للانتهاكات الجسيمة.

 

وأكدت المفوضية استمرار الحوار مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها تسعى للتوصل إلى اتفاق يخدم مصالح الطرفين، دون اللجوء إلى فرض رسوم جمركية أو اتخاذ تدابير قد تؤثر سلبًا على الأوضاع الاقتصادية أو الإنسانية.

 

واختتمت المفوضية بيانها بدعوة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والعمل بشكل عاجل على إنهاء الحصار، ووقف الهجمات العسكرية، وضمان المساءلة بشأن الانتهاكات، بما يضمن حماية المدنيين واستعادة الكرامة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.

 

الرئيس اللبناني جوزيف عون يدعو إلى النضج السياسي ويشدد على خدمة الإنسان لا السلطة

 

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أهمية ترسيخ مبدأ التشاركية بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، داعيًا إلى العودة إلى جوهر العمل السياسي، الذي يجب أن يُبنى – بحسب رؤيته – على خدمة الإنسان، لا على التمسك بالمناصب والسلطة.

 

وخلال زيارته إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في بيروت، وجّه عون رسالة واضحة إلى النخب السياسية والمجتمعية، مستشهدًا بمقولة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير، حول المراحل الثلاث التي يمر بها القادة السياسيون: مرحلة الإصغاء في بداياتهم، ثم مرحلة الثقة المفرطة حين يظنون أنهم باتوا يعرفون كل شيء، وأخيرًا مرحلة النضج السياسي، التي وصفها بأنها “الأكثر أهمية، لكنها للأسف الأقل شيوعًا بين القادة”.

 

وفي كلمته أمام أعضاء المجلس، قال الرئيس: “جئتكم اليوم طالبًا خدمة… أن تساعدوني وتساعدوا كل مسؤول في لبنان على الانتقال فورًا إلى المرحلة الثالثة… مرحلة النضج السياسي، حيث نصغي للآخرين وندرك أن التجربة لا تختصر كل المعرفة”.

 

وشدد عون على أن المسؤول الحكيم هو من يصغي للنقد البناء، ويحتاج إلى من يقول له “لا” عندما تقتضي المصلحة العامة ذلك، بشرط أن تكون هذه “اللا” مبنية على العلم والنزاهة، لا على الكيدية أو الأنانية، مؤكدًا أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي يجسد هذا الدور من خلال تنوعه وتمثيله الواسع وعمقه المعرفي.

 

وأضاف الرئيس اللبناني أن السياسة، في مفهومه، هي “نشاط إنساني هدفه خير الإنسان، لا خير الحاكم أو حزبه”، مشيرًا إلى انتمائه إلى مدرسة سياسية تضع الإنسان في صميم العمل العام، بعيدًا عن الحسابات الشخصية أو الحزبية الضيقة.

 

وختم عون حديثه برسالة مفتوحة إلى الحاضرين، قائلاً: “أنا أحتاج إليكم… إلى رأيكم وخبرتكم… وسأكون معكم، أحمي حقكم وأحتمي برأيكم، لنصنع معًا وطنًا يليق بأهله… لبنان الإنسان.”

 

تبادل لإطلاق النار بين الهند وباكستان على الحدود دون إصابات

 

أفادت وسائل إعلام ومصادر محلية، اليوم الجمعة، بوقوع تبادل لإطلاق النار بين الجيشين الهندي والباكستاني على نقاط حدودية على طول خط السيطرة، وذلك بعد تصاعد التوترات بين البلدين في الأيام الأخيرة. ووفقًا لتقرير قناة “NDTV” الهندية، فإن الجيش الهندي رصد إطلاق نار من أسلحة خفيفة من الجانب الباكستاني، مساء أمس الخميس، في مناطق على طول الحدود.

 

وقال مصدر عسكري هندي لقناة “NDTV” إن “باكستان بدأت مساء أمس بإطلاق النار باستخدام أسلحة خفيفة على بعض النقاط الحدودية، وبدورنا، قمنا بالرد بفعالية على هذا الهجوم”. وأكد المصدر العسكري أنه لم تُسجل أي إصابات جراء هذا التبادل، مشيرًا إلى أن قوات الأمن الهندية تعاملت مع الهجوم بشكل سريع وفعال.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذا التوتر يأتي في وقت حساس، بعد تصاعد العنف بين الهند وباكستان على خلفية هجوم استهدف الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير يوم الخميس، والذي أسفر عن مقتل 26 مدنيًا. وقد حمّلت نيودلهي مسؤولية الهجوم لإسلام آباد، مما أدى إلى تصعيد دبلوماسي بين البلدين.

 

وفي إطار هذا التصعيد، طلبت السلطات الهندية والباكستانية من رعايا بعضهما مغادرة أراضيهما على وجه السرعة، بينما اتخذت الحكومتان سلسلة من الإجراءات التقيدية، بما في ذلك تقييد حركة الملاحة الجوية وإغلاق بعض المعابر الحدودية وتقييد إصدار التأشيرات.

 

ورغم تصاعد التوترات، لم توجه الحكومة الهندية اتهامًا رسميًا إلى باكستان بشأن الهجوم الذي وقع في كشمير، ولكن رئيس الحكومة الهندية تعهد، في خطاب قوي، بملاحقة المسؤولين عن الهجوم ومعاقبتهم، مع الإشارة إلى أن التحقيقات مستمرة. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.

 

توتر داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الغارات على غزة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين

 

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر مطلعة، عن وجود توتر شديد داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، وتحديدًا بين قيادة سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية، على خلفية الحرب المتواصلة في قطاع غزة وارتفاع أعداد القتلى من المدنيين الفلسطينيين.

 

ووفقًا للمصادر، فإن سبب هذا التوتر يعود إلى تزايد الغارات الجوية التي أوقعت أعدادًا كبيرة من الضحايا الأبرياء، دون أن يتم فتح تحقيقات رسمية في عدد من الحوادث التي أُثيرت بشأنها تساؤلات داخل الجيش وخارجه، ما أدى إلى تصاعد الخلافات بين القيادات العسكرية حول طريقة إدارة العمليات.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في قيادة المنطقة الجنوبية أعربوا عن استيائهم من أن سلاح الجو لا يتعامل بحذر كافٍ في اختيار الأهداف، الأمر الذي ينعكس سلبًا على صورة الجيش أمام الرأي العام الدولي، ويزيد من الضغوط السياسية على الحكومة الإسرائيلية.

 

في المقابل، يرى ضباط في سلاح الجو أن العمليات تُنفذ وفقًا لمعايير عسكرية دقيقة، وأن هامش الخطأ في بيئة قتالية معقدة مثل غزة يبقى واردًا، مشيرين إلى أن الخلل، إن وُجد، ينبغي أن يُعالَج ضمن أطر عسكرية داخلية لا عبر الإعلام أو الاتهامات العلنية.

 

ويأتي هذا التوتر الداخلي في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات متزايدة من منظمات حقوقية ودولية، على خلفية ارتفاع أعداد الضحايا في غزة، ودعوات بضرورة فتح تحقيقات شفافة في الهجمات التي أسفرت عن سقوط مدنيين.