الفرن البلدي والكانون.. وسيلة للهروب من جحيم أسعار أسطوانات البوتاجاز بقرى سوهاج

لجأ معظم أهالي قرى محافظة سوهاج إلى الاعتماد بشكل رئيسي على الفرن البلدي في أعمال خبيز العيش، والكانون في أعمال الطهي وتجهيز الطعام اليومي، فى محاولة لمواجهة الارتفاع الجنوني التي وصلت إليه أسعار أسطوانات البوتاجاز، ومسايرة الأزمات الاقتصادية المتتالية.
ومن الجدير بالذكر انه انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات عن إمكانية بناء «الأفران البلدية والكوانين»، فوق أسطح المنازل أو في الاحواش أو بجوار وخلف المنازل أو في حالة توافر أي مساحة كافية أمام المنازل.
وقال خالد أحمد موظف، أن الحصول علي أسطوانة بوتاجاز أصبح من الأحلام لدي المواطن البسيط فى القري البعيدة، بعد أن وصل سعرها مع «السريحة» إلى 250 جنيها، وهو السعر الذى لم تعد تتحمله الأسر الفقيرة، وهو ما دعا معظم الأسر في قرى الصعيد على وجه العموم وقرى محافظة سوهاج على وجه الخصوص إلى الرجوع لاستخدام الفرن البلدي والكوانين للتعايش مع الحالة الاقتصاديةالمتفاقمة يوما بعد يوم.
وقال أحمد علي مزارع أنه انتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، للعودة إلى استخدام الفرن البلدي والكانون، والاعتماد على المخلفات الزراعية من القش والحطب وفروع الأشجار الجافة، ورغم أن هذه الحلول قد تبدو بديلًا اقتصاديًا في ظل ارتفاع الأسعار؛ إلا أنها تحمل تداعيات بيئية وصحية خطيرة؛ فالاستخدام المتزايد للمخلفات الزراعية يؤدي إلى تفاقم تلوث الهواء، ما يرفع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية ويؤثر سلبًا على جودة الحياة والبيئة، في وقت تسعى فيه السلطة لتقليل الاعتماد على المصادر الملوثة للطاقة، ولكن ما باليد حيلة ولضيق ذات اليد تلجأ معظم الأسر بالقرى للفرن البلدي والكانون .
ومن المفارقات التي يتعجب لها المواطنين أن سعر أسطوانة البوتاجاز قد سجل قفزات كبيرة على مدار الثلاثون عاما الماضية، مرتفعا بنسبة 3000% خلال الفترة من عام 1991 حتى اليوم، ليصل الى 200 جنيه كسعر رسمي من داخل المصنع، وبصل سعرها إلى 250 جنيه حتى تصل للمستهلك، مقابل 2.5 جنيه .
الزيادة الأولى قفزت بسعر الاسطوانة من 2.5 جنيه عام 1991 إلى 5 جنيهات عام 2012، بنسبة زيادة 100%، والثانية كانت عام 2013 حيث قررت الحكومة فيها زيادة سعر انبوبة البوتاجاز من 5 إلى 8 جنيهات بارتفاع 60%، والزيادة الثالثة كانت في عام 2016 حيث قفز فيها سعر اسطوانة البوتاجاز من 8 إلى 15 جنيها، بنسبة زيادة 87.5%، أما المرحلة الرابعة فتم الإعلان عن زيادة سعر الانبوبة بنسبة 100% لتقفز من 15 إلى 30 جنيها دفعة واحدة، وذلك خلال عام 2017.
وخلال الخمس سنوات الأخيرة ، تحديدا منذ عام 2017، إرتفع سعر اسطوانة البوتاجاز بنسبة 133%، وإرتفع سعر الاسطوانة من 30 إلى 50 جنيها عام 2018، ثم شهد عام 2019 زيادة سعر الأسطوانة إلى 65 جنيها وبنسبة زيادة 30%، ثم توالت الزيادات حتى وصلت إلى 200 جنيه عام 2025، ومع كل زيادة كانت أعداد الأفران البلدية والكوانين فى ازدياد لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الأسر المصرية خاصة في القرى .
ومن الجدير بالذكر أن مصر حلت مجددا وفقا لمؤشر جودة الهواء، ضمن قائمة أسوأ 10 دول في العالم من حيث تلوث الهواء، وذلك للعام الثاني وفقا للتقرير السنوي لشركة “آي كيو إير” السويسرية الذي رصد معدلات جودة الهواء عالميا خلال عام 2023، وذلك مع تزايد الإتجاه نحو استخدام الفرن البلدي التي تعتمد على المخلفات الزراعية والتي بدورها أدت إلى إرتفاع نسب التلوث فى الهواء، حيث بلغ معدل نسب تلوث الهواء في مصر بجسيمات “PM 2.5” خلال عام 2023، نحو 42.4 ميكروجرام لكل متر مكعب، وذلك مقارنة بـ 46.5 عام 2022، و29.1 عام 2021، وهو العام الذي جاءت فيه مصر بترتيب أفضل من العامين الماضيين، وتحديدا في المركز الـ 27 عالميًا.


