“أمضِ في طريقك.. لا تلتفت”.. دعوة للثبات على مكارم الأخلاق

شدد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماءعلى أهمية التمسك بمكارم الأخلاق التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم، محذرًا من آفة السخرية بالآخرين، وموضحًا أنها من صفات الظالمين والمجرمين، وأنها تتنافى مع سلوك المسلم الحق.
جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها ، بتاريخ 9 يونيو 2006، تحت عنوان “امضِ في طريقك لا تلتفت”،
وقد استهل جمعة خطبته التي أعاد نشرها على صفحته الرسمية على موقع الإلكتروني الفيسبوك، بقوله صلى الله عليه وسلم: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، مبرزًا كيف أن الإسلام قام على تهذيب النفس وإرساء قواعد الأدب مع الله، ومع النفس، ومع الخلق.
ولفت إلى أن القرآن الكريم مليء بصور المحاورة الرصينة، وينهى مرارًا وتكرارًا عن التهكم والسخرية التي تزرع البغضاء وتهدم القيم المجتمعية.
وأوضح أن السخرية ليست من الحق في شيء، بل هي شكل من أشكال الظلم، لا يُباح إلا في حال رد العدوان، مستشهدًا بقول الله تعالى:
{وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها}، مؤكدًا أن رد السيئة هنا لا يُعد سيئة، بل هو لرد العدوان ووقف الطغيان.
وتوقف الدكتور جمعة عند خطورة تطبيع هذه السلوكيات، مشيرًا إلى أن التهكم من الإسلام وأهله، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، سلوكٌ سلكه عبر التاريخ الكافرون والغافلون على حد سواء، في حين ظل المؤمنون على سمت النبي، يترفعون عن الإسفاف، ويحفظون ألسنتهم من أذى الآخرين.
واستدل بقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ}، موضحًا أن النهي الإلهي عن السخرية يشمل الجميع: رجالاً ونساءً، أفكارًا وأفعالاً، ومظاهر وسلوكيات، وأن من يقع في هذا الفعل عليه أن يسارع بالتوبة، كما قال النبي لأبي ذرّ عندما سخر من بلال: “إنك امرؤ فيك جاهلية”.
واختتم علي جمعة خطبته بدعوة المسلمين على أهمية التمسك بمكارم الأخلاق التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم، محذرًا من آفة السخرية بالآخرين، وموضحًا أنها من صفات الظالمين والمجرمين، وأنها تتنافى مع سلوك المسلم الحق.
وشدد علي السير في طريق الحق بثبات، دون الالتفات لصغائر الأمور أو التفاتات الساخرين، محذرًا من أن السخرية مرضٌ للقلب، وعرضٌ للنفوس، لا يليق بالمؤمن أن يقيم عليه أو يستهين به.