أعداء اإلنسانية يحرقون البشر على الهواء.. والعالم يتفرج

أعداء اإلنسانية يحرقون البشر على الهواء.. والعالم يتفرج

تطاير الأجساد فى غزة.. وتفحُّم النازحين فى السودان

شهدت غزة والسودان اليوم محارق مروّعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى شمال القطاع، وميليشيا الدعم السريع التى استهدفت خيام النازحين بسوق عطبرة شمال السودان الشقيق الذى دخل سنة الحرب الثالثة من دوامة الموت.

 أحرقت إسرائيل الفلسطينيين على الهواء مباشرة، وشاهد العالم جثث الضحايا المتطايرة، فيما ظلت صورة الطفل على فرج عالقة على الشاشات مستغيثا بعالم أخرس. واستشهد وأصيب المئات وعجزت الإسعاف والدفاع المدنى عن الوصول لإنقاذ ما تبقى من الأرواح.

يأتى ذلك فى وقت أظهرت فيه صور أقمار صناعية عن دمار واسع فى مدينة رفح جنوب القطاع، حيث يعمل الاحتلال الإسرائيلى على نسف المبانى السكنية بشكل كامل.

وكشف المدير العام لوزارة الصحة فى قطاع غزة، منير البرش أن 50٪ من شهداء مجزرة سوق جباليا شمال القطاع من النساء والأطفال، وقال إن 18 مستشفى خرج عن الخدمة كليا فى القطاع، وأن 350 ألف شخص مصابون بأمراض مزمنة محرومون من الرعاية الصحية ومصيرهم الموت فى حال حدوث مضاعفات. وأوضح أن المرضى الذين استشهدوا نتيجة عدم توفر الرعاية الصحية والمضاعفات، أكبر بكثير من الأرقام المعلنة.

وكانت مديرة دائرة المختبرات الطبية وبنوك الدم فى قطاع غزة، سحر غانم، قد أعلنت فى وقت سابق أن القطاع يعانى نقصا حادا فى المواد اللازمة لإجراء فحوص الدم. وقالت إن الفحوص الأولية الخاصة بأصحاب الأمراض المزمنة مفقودة. وأوضحت أن دائرة المختبرات استلمت خلال فترة الهدنة كميات محدودة من المواد اللازمة لإجراء الفحوص. وشددت على أن المشكلة الكبرى تكمن فى تدمير نحو 70% من المعدات الطبية. وطالبت حكومة حماس فى غزة بفتح ممر إنسانى فورى بنداء «ما قبل الكارثة الكبرى».

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من زيادة عدد المصابين بحروق فى غزة منذ استئناف القوات الإسرائيلية للأعمال العدائية فى 18 مارس، وأكدت استقبالها 100 مصاب بالحروق يوميا فى عيادات بمدينة غزة. وقالت: «أجرينا أكثر من ألف عملية جراحية لمصابى الحروق فى غزة 70% منهم أطفال منذ مايو 2024».

وأكدت المنظمة أن مرضى الحروق فى القطاع يعانون أوضاعًا إنسانية مأساوية، وسط انهيار القطاع الصحى واستمرار الحصار الإسرائيلى الذى يمنع دخول الإمدادات الطبية الأساسية، بما فى ذلك المسكنات. وأوضحت المنظمة فى بيان لها أن الإصابات الناتجة عن الحروق لم تعد مجرد جروح، بل تحولت إلى معاناة يومية طويلة الأمد، فى ظل غياب الرعاية الكافية. وأشارت إلى أن العديد من المرضى يعانون من حروق شديدة تغطى ما يصل إلى 40% من أجسادهم، نتيجة انفجارات القنابل أو حوادث الطهى البدائى داخل الملاجئ المكتظة.

من ناحية أخرى، وفيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية التى تستهدف بعض دول المنطقة وإعادة رسم خريطتها، ارتكبت ميليشيا الدعم السريع فى السودان سلسلة محارق مروعة، راح ضحيتها عشرات النازحين من الأشقاء وأصيب آخرون.

وأعلنت شبكة أطباء السودان استشهاد وإصابة أكثر من 50 شخصا فى قصف مسيرة تابعة لميليشا الدعم الإرهابية لمخيم نازحين فى عطبرة شمال السودان.

 يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين أن نحو 13 مليون شخص فى السودان أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الحرب.

كما استشهد وأصيب العشرات إثر تعرض أحد معسكرات النازحين بمحلية شندى فى ولاية نهر النيل، لهجوم بواسطة طائرة مسيرة.

وتعرض معهد التدريب المهنى التابع للسكة الحديد بمنطقة المقرن فى محلية شندى، الذى تقيم فيه عشرات الأسر النازحة من الولايات الأخرى للقصف بواسطة طائرة مسيرة.

كما قصفت «الدعم السريع» محطة عطبرة للكهرباء، ويعد هذا الهجوم جزءًا من سلسلة هجمات متكررة بطائرات مسيرة، استهدفت فى الآونة الأخيرة محطات الكهرباء فى مدن شمال السودان، من بينها مروى ودنقلا والدبة وعطبرة.

وأعلنت الأمم المتحدة أن المئات من المدنيين قتلوا، بينهم ما لا يقل عن 12 من العاملين فى المجال الإنسانى، فى قصف مدفعى استهدف مخيمى الفاشر وزمزم فى إقليم دارفور غرب السودان، مما أدى إلى موجة نزوح غير مسبوقة.