خبير عسكري: السيسي وجه إنذارا شديد اللهجة لأمريكا وإسرائيل بخصوص السيادة المصرية

أكد اللواء الدكتور هشام حلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، حمل رسائل قوية وواضحة إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمحاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
وأوضح الخبير، خلال تحليله لتصريحات الرئيس، أن عبارات “الأمن الوطني خط أحمر”، و”لا تنازل”، و”لا مساس”، و”لا تفاوض حول هذه المسألة”، كانت بمثابة إنذار شديد اللهجة لمن يفكر في المساس بالسيادة المصرية أو استغلال الأوضاع الراهنة لتنفيذ مخططات قديمة تستهدف الأراضي المصرية.
وكشف خلال حواره مع قناة “الغد”، أن فكرة دفع الفلسطينيين إلى سيناء ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى خمسينيات القرن الماضي وتتجدد باستمرار، مشيراً إلى أن آخر تجلياتها كانت في مركز أبحاث تابع للواء إيجورا إيلاند، الذي يسعى لترحيل الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى سيناء والأردن.
وأكد أن القيادة المصرية على دراية كاملة بهذه المخططات، وأن فلسفة الدولة في التعامل مع هذا الملف وغيره تعتمد على امتلاك قوات مسلحة قوية وقادرة على المواجهة والحسم، بالإضافة إلى مسار التنمية الشاملة في سيناء، الذي يسير جنباً إلى جنب مع تعزيز القدرات العسكرية لتأمين المنطقة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مصر تشعر بتحرش إسرائيلي مشبوه عسكرياً أو غيره، وقدرة مصر على المواجهة في حال تطور الأمر، قال الخبير إن إسرائيل لا ترغب في وجود مصر كوسيط نزيه في المفاوضات مع الفلسطينيين، وتسعى دائماً لإخراجها من هذا الدور، وهو ما يفسر محاولة تل أبيب تصوير مصر على أنها تقوم بتهريب السلاح إلى غزة عبر محور فيلادلفيا، وهو ادعاء غير صحيح.
مصر جاهزة لكافة السيناريوهات
وحذر من أن السيناريوهات المستقبلية قد تتضمن دفع الفلسطينيين إلى سيناء بأي وسيلة، وهو ما يمثل خرقاً لمعاهدة السلام، مؤكداً أن مصر جاهزة لكافة السيناريوهات، وأنها دولة محبة للسلام وكانت سباقة إليه.
وفيما يتعلق بمزاعم إسرائيلية حول ضرورة تفكيك البنية التحتية العسكرية المصرية في سيناء، أوضح الخبير أن اتفاقية كامب ديفيد تتضمن ترتيبات أمنية واضحة تشرف عليها قوة متعددة الجنسيات لا تضم إسرائيليين أو مصريين، وأن هذه القوة هي الجهة الوحيدة المخولة برصد أي خروقات للاتفاقية، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وأكد أن التطور التكنولوجي في مجال التسليح الحديث يجعل فكرة حشد قوات كبيرة على الحدود غير ضرورية، حيث يمكن استهداف أي تهديدات عن بعد لمسافات كبيرة، مشيراً إلى أن بعض التصريحات الإسرائيلية في هذا الشأن تعكس تقديرات استراتيجية خاطئة وفكرًا عسكريًا قادمًا من حقبة الحرب العالمية الأولى.
وانتقد الخبير ما وصفه بغياب التنسيق بين المسؤولين الإسرائيليين، حيث يبدو أن كل وزير أو مسؤول يدلي بتصريحات مختلفة وفي أوقات مختلفة، مما يربك المشهد الإعلامي ويظهر غياب رؤية موحدة.
اقرأ المزيد..