هل العزومات والهدايا تُسقط حق المرأة في الميراث؟

هل العزومات والهدايا تُسقط حق المرأة في الميراث؟

في واقعة مثيرة للجدل، طرحت إحدى السيدات سؤالاً على أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور عطية لاشين، تستنكر فيه رد خالها حين طالبته بحق والدتها في ميراث أخته، وكانت المفاجأة أن الخال رفض منحها ميراث والدتها، مبررًا ذلك بأنه “أكرمها خلال حياتها بزيارات وولائم وهدايا تعادل نصيبها وزيادة”.

وقد رد الدكتور لاشين على هذه الحجة في فتوى مطولة  موضحًا الموقف الشرعي، مؤكدًا أن هذا الرد “لا يصح ولا يجوز”، مشددًا على أن ما فعله الخال – وإن حمل طابع الكرم – لا يسقط حقًا شرعيًا مقررا من الله عز وجل.

وقال لاشين: “فلأخته عليه حقوق كثيرة، منها ما هو واجب ومفروض، وعلى رأسها إعطاؤها ميراثها من تركة أبيها، فهذا حق أعطاه الله لها، ولا يجوز لأي مخلوق كائنًا من كان أن يمنعها منه”.

 وأضاف: “ما أعطاه الله ليس تفضلاً من الأخ على أخته، بل كما له حق أخذ من تركة أبيه، فإن لأخته حقًا مثله تمامًا في أصل هذا الحق”.

وأوضح أن الزيارات والهدايا تدخل ضمن “الحقوق المسنونة” التي يُستحب للأخ القيام بها تجاه أخته، لكنها لا تحسب بأي حال بديلًا عن الميراث، موضحًا أن عدد الزيارات وتكلفتها أمر مجهول لا يمكن مقارنته بحق معلوم ويقيني.

وأشار إلى أن الإسلام كرّم المرأة وأقرّ لها ذمة مالية مستقلة، وساوى بينها وبين الرجل في أصل استحقاق الميراث، وإن اختلفت الأنصبة بحسب طبيعة الأدوار الاجتماعية والمالية لكلا الجنسين.

وختم الدكتور عطية لاشين فتواه بنداء للأخ قائلاً: “فليتقِ الله هذا الأخ، وليجعل ثواب زياراته وعزوماته عند الله، وما عند الله خير وأبقى، ولا يستعيض عن ذلك بإسقاط ميراثها، فالدنيا لا تُغني عن الآخرة”.