خبير: استعداد الشرع للتطبيع مع إسرائيل مقابل وقف عدوانها ألاعيب سياسية غير مجدية

أعلن النائب الجمهوري الأمريكي مارلين ستاتسمان عن استعداد الرئيس السوري أحمد الشرع لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن ضمن شروط وصفها مراقبون بالقاسية، وذلك في خضم تحولات إقليمية دقيقة ومساعي لإعادة تموضع سوريا السياسي في المنطقة.
وكشف ستاتسمان، الذي التقى الشرع في دمشق، أن الرئيس السوري أبدى انفتاحه على تطبيع العلاقات والانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستحسن علاقات سوريا مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، إضافة إلى الولايات المتحدة.
إلا أن الشرع وضع عدة شروط للتطبيع، أبرزها بقاء سوريا موحدة ذات سيادة ورفض أي سيناريوهات للتقسيم، ووقف الغارات الإسرائيلية على سوريا، ومعالجة مسألة التمدد الإسرائيلي قرب الجولان المحتل، خاصة في جبل الشيخ.
وتأتي هذه الرسائل في إطار مساعي الشرع لإقناع إدارة ترامب برفع العقوبات عن سوريا وتهدئة مخاوف إسرائيل من الإدارة الجديدة، وكانت دمشق قد أكدت مرارًا عدم رغبتها في خوض صراعات مع إسرائيل، مع التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974.
من جهته، رأى الكاتب والباحث السياسي الدكتور مؤيد غزلان قبلاوي من دمشق أن القيادة في سوريا أبدت انفتاحًا واقعيًا على مستجدات الوضع السياسي في المنطقة بعد معركة التحرير التي أبعدت المحور الإيراني، معتبرًا أن المجتمع الدولي يستفيد من سوريا قوية قادرة على حفظ الاستقرار الإقليمي.
وأكد قبلاوي خلال حواره مع قناة “سكاي نيوز عربية”، أن سوريا ملتزمة بمكافحة الإرهاب وحفظ معادلات الاستقرار الإقليمي، وأن دمشق تبدي انفتاحًا على عدم استعداء دول الجوار، بما فيها إسرائيل، مشددًا على أن سوريا لن تكون منبرًا لانطلاق أي عمليات عدائية ضد أي دولة.
وحول قضية التطبيع، أوضح قبلاوي أن هذا الأمر منوط بقرارات المؤسسات السياسية في سوريا وتفاهمات دولية، مشيرًا إلى أن هناك محادثات جارية بين إسرائيل وتركيا في أذربيجان، وتساءل: “ماذا تريد إسرائيل؟ نحن حتى الآن لا نعلم ماذا تريد إسرائيل من سوريا لأنها مستمرة في الانتهاكات ولا تفصح حقيقة ماذا تريد من سوريا”، معتبرا ما يحدث بألاعيب سياسية غير مجدية ستنتهكها إسرائيل.
وفي سياق متصل، وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على دخول 600 رجل دين درزي سوري إلى إسرائيل لإقامة احتفال ديني، في أول سماح من نوعه منذ 50 عامًا ببقاء الزوار الدروز السوريين في إسرائيل للمبيت.
يذكر أن الرئيس الشرع كان قد طالب إسرائيل في تصريحات سابقة بإنهاء ضرباتها الجوية في سوريا والانسحاب من الأراضي التي احتلتها مؤخرًا، مؤكدًا التزام سوريا باتفاقية عام 1974 واستعدادها لإعادة مراقبي الأمم المتحدة، وأن سوريا لا تريد أي صراع ولن تسمح باستخدام أراضيها كمنصة للهجمات ضد أي دولة.
وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة فضائية سورية على مواقع التواصل الاجتماعي رفضًا واسعًا للتطبيع في الشارع السوري، حيث صوت 65% من المشاركين بـ “لا” مقابل 35% صوتوا بـ “نعم”.
اقرأ المزيد..