50 رئيس دولة و11 ملكًا يشاركون في وداع البابا فرنسيس

50 رئيس دولة و11 ملكًا يشاركون في وداع البابا فرنسيس

أكد عمرو المنيري، مراسل «القاهرة الإخبارية» من الفاتيكان، أن هناك استعدادات ضخمة لتشييع جثمان البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، موضحًا أن اليوم هو يوم الجنازة، بعد أيام من فتح الفاتيكان وكنيسة القديس بطرس للعامة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على البابا الراحل.

مراسم تشييع جثمان البابا فرانسيس

وأشار «المنيري»، خلال رسالة على الهواء من الفاتيكان، ببرنامج «صباح جديد»، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، مع الإعلامية آية الكفوري، إلى أن الجماهير حضرت منذ الساعة السادسة والسابعة صباحًا، وتم تحويلها إلى أماكن أخرى لحضور مراسم تشييع جثمان البابا فرانسيس اليوم، موضحًا أن هناك إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة؛ نظرًا لتوقعات بحضور أعداد ضخمة قد تصل إلى مليون شخص لحضور الجنازة.

وشدد على أن مراسم تشييع جثمان البابا فرانسيس ستبدأ من الفاتيكان، تمتد لمسافة 4 كيلومترات داخل العاصمة الإيطالية روما، حيث سيكون مثوى البابا الأخير في كنيسة القديسة مريم الكبرى داخل المدينة، مضيفًا: «هو أمر غير معتاد، إذ لم يُدفن أي بابا منذ قرن خارج ساحة القديس بطرس، هذا التغيير يُعيدنا 100 سنة إلى الوراء، إذ إنّ تسعة باباوات فقط دُفنوا في هذه الكنيسة العريقة، التي كان يحبها البابا فرنسيس»

القوات الخاصة التابعة للفاتيكان

وأوضح أن حضور مراسم تشييع جثمان البابا فرانسيس سيكون كبيرًا على المستوى الشعبي والرسمي، حيث إنه سيحضر اليوم أكثر من 50 رئيس دولة ورئيس وزراء، و11 ملكًا حاكمًا، مشددًا على أن هذا يتطلب آلاف رجال الشرطة، سواء من القوات الخاصة التابعة للفاتيكان أو من قوات الأمن الإيطالية، بالإضافة إلى وحدات من الجيش وقناصة منتشرين على أسطح المباني على امتداد 4 كيلومترات لتأمين المراسم.

جدير بالذكر أنه في صباح يوم الإثنين الماضي، رحل البابا فرانسيس بهدوء في مقر إقامته بكازا سانتا مارتا، حيث اختار أن يقضي لحظاته الأخيرة بعيداً عن أسرة المستشفيات وأجهزة العناية الفائقة. 

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أكد الجراح سيرجيو ألفيري، الذي رافق البابا في محطاته الطبية الأكثر حساسية، أن البابا لم يعانِ، بل توفي في سلام، وبين أحبائه. كانت عيون البابا مفتوحة، لكنه في غيبوبة تامة لم يستجب خلالها لأي محفزات، حتى المؤلمة منها.

“أريد أن أموت في بيتي”

هذا ما كان يردده البابا مراراً، وكرره أمام فريقه الطبي خلال إقامته في مستشفى جيميلي.

وفهم الطبيب ألفيري، الذي أجرى له عمليتين جراحيتين في 2021 و2023، رغبة البابا في أن تكون نهايته طبيعية، بعيداً عن أجهزة التنفس الاصطناعي لذلك، ومع تدهور حالته فجراً، تم اتخاذ القرار الصعب بعدم نقله، خشية أن يموت أثناء الطريق. وفي الساعة 7:35 صباحاً، لفظ البابا أنفاسه الأخيرة.

الوداع الأخير.. والمسبحة بين يديه

في تلك الساعات، تجمّع المقربون من البابا، بينهم الممرض الشخصي ماسيميليانو سترابيتي، والجراح ألفيري، والكاردينال بارولين الذي قادهم في صلاة المسبحة الوردية. في صمت يعجّ بالرهبة، أُسدلت الستارة على حياة روحية قاد فيها البابا فرانسيس الكنيسة الكاثوليكية بروح المحبة والرحمة والاتزان.

رغباته الأخيرة: بين الإيمان والحياة

لم يكن رحيل البابا مجرد لحظة بيولوجية، بل فصل أخير في قصة رجل عاش بإيمان صادق. من بين وصاياه الأخيرة، رغبته في “الاعتناء بالأجنة المهجورة”، إذ كان يرى فيها حياة تستحق الحماية، لا أن تُستغل في المختبرات. 

وقالها بوضوح: “هذه حياة، ولا يمكننا استخدامها للتجارب أو أن نتركها تُهدر”.

الدكتور ألفيري تعهد بتحقيق هذه الأمنية، عبر التنسيق مع وزارة الصحة الإيطالية لإطلاق مبادرات تبنٍّ خاصة بهذه الأجنة.

رحلة أخيرة بين الناس

حتى في أيامه الأخيرة، لم يبتعد البابا عن الناس، وفي أحد أبرز مشاهد وداعه، طلب أن يحيّي الجمهور في ساحة القديس بطرس من سيارته البابوية يوم الأحد. 

وقال لممرضته: “هل تعتقدين أنني سأتمكن من القيام بذلك؟”، وأجابته بابتسامة، وكان له ما أراد. لوّح للأطفال وبارك الحشود، وقال بعدها: “شكرًا لإعادتي إلى الساحة”.

منذ إعلان الوفاة، تدفق أكثر من 50 ألف شخص إلى كاتدرائية القديس بطرس لتوديع الجسد المسجى في نعش مفتوح. 

وانحنت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وأعضاء من البرلمان، وشخصيات دينية وسياسية، احترامًا لرجل كسر الحواجز وتحدث إلى القلوب.

في حياته، دعا البابا فرانسيس إلى التواضع، وفي رحيله، اختار بساطة النعش الخشبي والمسبحة التي رافقته حتى النهاية، ليبقى ذكره خالداً كراعٍ محبٍّ في قلوب الملايين.