جنازة البابا فرنسيس.. مراسم مؤثرة بحضور عالمي ورسائل للسلام

وسط أجواء من الحزن والوقار، أقيمت اليوم السبت مراسم القداس الجنائزي للبابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، بحضور نحو 250 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، ومشاركة 55 رئيس دولة، و12 ملكًا، و14 رئيس حكومة، إلى جانب 135 وفدًا رسميًا.
وجاءت مراسم الجنازة وفقًا لوصية البابا الراحل، الذي أوصى بأن تكون جنازته “جنازة راعٍ لا جنازة ملك”، وتم تنفيذ الاختيارات الليتورجية التي أقرها الكرادلة بناءً على رغبته. وقد ترأس القداس الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، عميد مجمع الأساقفة.
ونقل الدكتور إبراهيم يونس، عضو لجنة الأديان وممثل مسلمي إقليم بيمونتي بمجلس بلدية تورينو، من روما تفاصيل مراسم الجنازة، مشيرًا إلى أن التنظيم كان دقيقًا للغاية، وشهد مشاركة واسعة من مختلف الطوائف والجنسيات، مؤكدًا أن مشاعر الاحترام والوداع للبابا الراحل كانت واضحة على وجوه المشاركين، وسط أجواء يسودها السكون والخشوع.
وبعد انتهاء المراسم، تم نقل نعش البابا إلى كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري (الكبرى)، حيث يُوارى الثرى، تنفيذًا لوصيته الشخصية.
تجمّع قرابة نصف مليون شخص في روما خلال الأيام الماضية، حيث ألقى نحو 250 ألف شخص نظرة الوداع الأخيرة على جثمان البابا المعروض في كاتدرائية القديس بطرس منذ الأربعاء الماضي. وحرص المشيعون على توديع الرجل الذي وصف بـ”بابا الفقراء”، و”بابا السلام”، لدوره الريادي في دعم المهاجرين وإعادة تشكيل صورة الكنيسة الكاثوليكية عالميًا.
لقاءات دبلوماسية على هامش الجنازة
من بين أبرز المشاهد خلال مراسم الجنازة، لقاء جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما أفادت وكالة “يورونيوز”.
وتم اللقاء في روما على هامش المشاركة في الجنازة، حيث جلس الرئيسان بشكل منفصل خلال المراسم، في ترتيب دبلوماسي دقيق لتجنب أية تفسيرات سياسية.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تتصاعد فيه التوقعات بشأن قرب التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا، وفق تصريحات للرئيس ترامب.
وشهدت الجنازة أيضًا حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من الشخصيات الدولية البارزة، في تأكيد واضح على التأثير العالمي الكبير للبابا فرنسيس.
تفاصيل عن وفاة البابا
كان الفاتيكان قد أعلن وفاة البابا فرنسيس، البالغ من العمر 88 عامًا، يوم الاثنين الماضي، إثر إصابته بسكتة دماغية تسببت في غيبوبة وانهيار قلبي وعائي لا رجعة فيه.
وقبيل مراسم التشييع، نشر الفاتيكان صورة للبابا الراحل داخل نعش مفتوح في كنيسة سانتا مارتا، وهو يرتدي ثوبًا أحمر وتاجًا أبيض، ممسكًا بمسبحة بيده، قبل أن ينقل الجثمان لاحقًا إلى كاتدرائية القديس بطرس لتمكين المؤمنين من إلقاء نظرة الوداع.
بوفاة البابا فرنسيس، يختتم العالم صفحة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية اتسمت بالانفتاح على قضايا المهاجرين والفقراء، والدعوة إلى الحوار بين الأديان والسلام العالمي، وهو الإرث الذي سيتواصل تأثيره لأجيال قادمة.




