أمراض الصمام الميترالى

هو أشهر صمام فى مصر والعالم العربى والأفريقى، وهو بعيدٌ عن المقارنات مع غيره من الصمامات، ويتربع على القمة فى الأهمية خاصةً عند السيدات والبنات، وإن كان للأسف هو أكثر صمام يثير اللغط بين الأطباء، حيث يحتار فى وصفه كثيرٌ من الأطباء ممن يقومون بعمل موجات صوتية على القلب، فيبادرون بوصف الصمام بما ليس فيه، وقد يكون انزلاقًا بسيطًا فى الشرفات أو ارتجاعًا أو ضيقًا بسيطًا أو عيبًا خلقيًا فى شكل الصمام الميترالى لا يستدعى أهميةً، ولكن بعض الأطباء للأسف قد ينقلون الحالة من ملاحظة بسيطة على الصمام إلى واقع مرضى يعانى منه المريض وهو لا شيء، وقد يكلف المريض تكاليف كثيرة.
ويوميًا أو قد نقول أكثر من ذلك، هناك من يشتكى أنه أو زوجته أو ولده تم عمل موجات صوتية على القلب فقال له الطبيب أن عندك:
مشكلةً فى الصمام الميترالي
أو انزلاقًا
أو عيبًا خلقيًا
أو أن الصمام ضيق
أو الصمام واسع شويةً
أو يمكن يحتاج عمليةً «قدام»
وكل هذه مرادفات نسمعها شبه يومى دون دليل طبى أن هذا الصمام يحتاج إلى تدخل طبى من عدمه، وقد تعيش فتاةٌ بسيطةٌ على وهم كبير أنها مرضيةٌ وهى ليس عندها شيءٌ، وللأسف هذا يحدث كثيرًا فى أرض المحروسة، ونقول أن البداية الصحيحة للفهم الطبى للصمام الميترالى تعود إلى الطبيب أولًا، وأن يكون مبصرًا لما «سيتم تأويله» فيما سيقوله من كلمات، ثم يأتى بعد ذلك قبل التشخيص الاستماع إلى المريض أو أم الطفل، ثم تحديد شكوى المريض الحقيقية قبل الشروع فى عمل الموجات على القلب والفحوصات الأخرى.
وارتجاع الصمام الميترالى هذا ليس مثل ضيق الصمام، وهما يختلفان كليةً عن الانزلاق الميترالى المرتبط فى بعض الأحيان بطول الإنسان أو طول الصمام، فتكون شرفات الصمام أكبر قليلًا من حجم مكانه فى القلب ولا تحتاج إلا إلى المتابعة مع المريض.
وهناك ارتباطٌ آخر لهذا الصمام بعينه بالنبض، فهذا الصمام مرتبطٌ بالإحساس بضربات القلب دون غيره من الصمامات تشريحيًا لقربه من الـ apex cardiac، هذه تقع بين الضلعين الخامس والسادس من الجانب الأيسر.
وفى المستقبل قد يتغير مفهوم الأمراض بعد ألف سنة من الآن، ويعرفون أنهم قد ظلموا هذا الصمام أو الصمامات بشكل عام، لأن كل ضيق فى الصمام لا يحتاج لتدخل إذا لم يكن هناك أعراضٌ مرضيةٌ، وبطبيعة الحال ليس كل شكوى خاصة بضربات القلب السريعة وعند السيدات والشباب بشكل عام هى شكوى خطيرةٌ، وهناك حساباتٌ كثيرةٌ حديثةٌ لكفاءة الصمام الميترالى لم تكن موجودةً من قبل فى الكتب القديمة والتى تعلمنا منها أولًا، ثم مع الأجهزة الحديثة للموجات الصوتية رأينا معادلات أخرى كى نعرف منها أشياءً أخرى عن هذا الصمام.
ومن أسرار الطب أيضًا أن متابعة الصمام الميترالى أهم من الدواء نفسه، وتأتى بعد ذلك أدوية السيولة ثم الأدوية الخاصة بضربات القلب، ولا بد أننا سنفرد له مقالًا آخر إن شاء الله، وللحديث بقيةٌ.
استشارى القلب–معهد القلب
[email protected]