إمام أزهري بروما: د. رفاعي الشحات يبني جسور الحوار بين الإسلام والغرب

نشرت صحيفة La Voce del Parlamento تقريرًا مميزًا عن الإمام الدكتور رفاعي الشحات عبد ربه، الإمام الحالي للمسجد الكبير في روما، والذي أصبح رمزًا بارزًا للحوار بين الأديان والثقافات، ومثالًا يُحتذى في مدّ الجسور بين العالم الإسلامي والغرب.
الدكتور الشحات، الذي وُلد ونشأ في مصر وتخرّج من جامعة الأزهر الشريف، يتمتع بمسيرة أكاديمية استثنائية، إذ جمع بين التخصصات الدينية واللغوية، متقنًا عدة لغات من بينها الإيطالية والإنجليزية واليونانية القديمة والحديثة، فضلًا عن دراسته المتعمقة للأدب المقارن.
خلال مسيرته، حصل على شهادة الماجستير من جامعة “لا سابينزا” في روما في الأدب الإيطالي اللاتيني، حيث أجرى مقارنة فريدة بين الشاعر الإيطالي بتراركا والشاعر الروماني أوفيد. كما نال لاحقًا شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن بين الثقافة العربية والإيطالية، مع دراسة معمقة حول أعمال المفكر السوري عبد الرحمن الكواكبي والشاعر الإيطالي فيتوريو ألفييري.
بجانب عمله الأكاديمي، لعب الإمام الشحات دورًا فعالًا في تعزيز الحوار بين الأديان، حيث شارك في عدة فعاليات ثقافية ودينية، من أبرزها لقاؤه في فبراير 2024 مع شخصيات مسيحية ويهودية بارزة في كنيسة سان بيو العاشر في روما، حيث أكد أن “الإسلام دين سلام وتسامح ويدعو إلى احترام الآخر ونبذ التمييز”.
وفي أبريل 2025، ألقى كلمة مؤثرة في مجلس الشيوخ الإيطالي خلال مؤتمر حول العلاقة بين الدولة والأديان، حيث شدّد على أن “المساجد ليست فقط أماكن عبادة، بل مراكز حياة ثقافية واجتماعية تساهم بفعالية في بناء مجتمع تعددي”.
من خلال جهوده الفكرية والدينية، يواصل الإمام الشحات أداء دوره كسفير للسلام والتفاهم بين الثقافات، مؤكدًا أن الإسلام يمكن أن يكون شريكًا أصيلًا في تشكيل مستقبل تعايشي وإنساني في قلب أوروبا.