عنصر غذائي واحد وراء زيادة معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء

سرطان الأمعاء .. على الرغم من التقدم الطبي الهائل خلال العقود الأخيرة، لا تزال أمراض القلب والسرطان تتربع على رأس قائمة الأسباب المؤدية للوفاة في المملكة المتحدة، حيث يودي هذان المرضان بحياة أكثر من 300 ألف شخص سنويًا.
وباتت عدد من أنواع السرطان، وعلى رأسها سرطان الأمعاء، تتزايد بين الأجيال الشابة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، كشفت دراسة حديثة أن مواليد عام 1990 أصبحوا معرضين للإصابة ببعض الأورام ثلاث مرات أكثر من الذين تجاوزوا السبعين.
البحث عن الجاني في أطباقنا اليومية
بقيادة فريق بحثي من كلية كينجز لندن بالتعاون مع شركاء دوليين، أركز على دراسة الأسباب الكامنة وراء هذا التصاعد الخطير في سرطانات الأمعاء.
ورغم وفرة النصائح الصحية المتداولة حول الامتناع عن التدخين، تقليل استهلاك الكحول، ممارسة الرياضة وتجنب الإفراط في اللحوم الحمراء، إلا أن هناك عاملا غذائيا حيويا يغيب عن الوعي العام بشكل مثير للقلق: الألياف الغذائية.
الألياف.. سلاح مهمل ضد الأمراض القاتلة
الألياف الغذائية، المتوفرة في الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضروات، البقوليات والمكسرات، تشكل درعًا طبيعيًا ضد العديد من الأمراض المزمنة. ورغم أن احتياجات الإنسان اليومية من الألياف تصل إلى نحو 30 غرامًا، إلا أن تسعة من كل عشرة بريطانيين لا يحققون هذا الحد، إذ يكتفي الشخص العادي بحوالي 20 غرامًا يوميًا فقط.
أزمة غذائية عصرية
لم تعرف أنظمة أسلافنا نقصًا في الألياف، بفضل تنوع غذائهم الطبيعي. أما اليوم، فقد أصبحت رفوف المتاجر الكبرى تعج بالأطعمة الصناعية المفتقرة إلى الألياف، والمصممة لتمتد صلاحيتها طويلاً وتزيد أرباح الشركات الكبرى. الأطعمة الغنية بالألياف أقل إثارة للشهية وبالتالي تقلل من استهلاك المنتجات الغذائية المصنعة، ما يتعارض مع مصالح شركات الأغذية الكبرى.
الألياف.. صمام أمان لجهاز المناعة
ولا يقتصر دور الألياف على تحسين الهضم، بل يمتد إلى تغذية ميكروبيوم الأمعاء وتعزيز إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، التي تقلل من مستويات الالتهاب المزمن المرتبط بأمراض القلب والسرطان.
وتشير الدراسات إلى أن كل غرام إضافي من الألياف يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 بالمئة.
نحو نمط غذائي منقذ
الوصول إلى الكمية اليومية الموصى بها من الألياف لا يتطلب معجزات، وبضع حصص من الفاكهة والخضراوات، شريحة خبز أسمر، حفنة من الشوفان وبعض المكسرات والبذور وكوب من العدس يمكن أن تقودنا إلى صحة أفضل وعمر أطول.
وفي مبادرة طموحة، طورنا في ZOE مكملًا غذائيًا غنيًا بأنواع متعددة من الألياف لتعزيز صحة الأمعاء بطريقة بسيطة وسهلة.
الألياف.. أكثر من مجرد غذاء
لا تعتبر الألياف مجرد عنصر غذائي لكنها خط الدفاع الأول ضد مجموعة واسعة من الأمراض الخطيرة، ومفتاح لعيش حياة أطول وأكثر صحة.
كما بات من الضروري أن تعيد الحكومات والمؤسسات الصحية النظر في حملاتها التوعوية، لإعادة الألياف إلى موقعها المستحق في وجباتنا اليومية.