دراسة تحذر: دواء شائع يرفع خطر السمنة لدى الأطفال بنسبة 20%

دراسة تحذر: دواء شائع يرفع خطر السمنة لدى الأطفال بنسبة 20%

السمنة لدى الأطفال .. في تحذير طبي جديد قد يغير الطريقة التي يتم بها التعامل مع وصف الأدوية للأطفال، كشفت دراسة حديثة من فنلندا أن تناول المضادات الحيوية خلال أول عامين من حياة الطفل قد يزيد بشكل كبير من خطر إصابته بالسمنة لاحقًا. 

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، وجدت الدراسة أن الأطفال الذين تناولوا هذه الأدوية قبل بلوغهم الثانية من العمر كانوا أكثر عرضة بنسبة 20 في المئة لأن يصبحوا من أصحاب السمنة بحلول سن الثانية عشرة مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا للمضادات الحيوية في هذا العمر الحساس.

علاقة مبكرة بين تناول المضادات الحيوية وزيادة الوزن

أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا للمضادات الحيوية سجلوا زيادة طفيفة في مؤشر كتلة الجسم بنسبة 0.067 في عمر السنتين.

كما زاد خطر تعرضهم لزيادة الوزن بنسبة 9 في المئة، وارتفع خطر إصابتهم بالسمنة بنسبة 20 في المئة مع تقدمهم في العمر.

وجاءت هذه النتائج بعد متابعة أكثر من 33 ألف طفل منذ الولادة وحتى سن 12 عامًا، مع مراقبة دقيقة لتعرضهم للمضادات الحيوية في مراحل مختلفة من حياتهم المبكرة.

وصفات طبية تحت المراجعة

دعا الباحثون من جامعة أولو الأطباء العامين إلى إعادة النظر في وصف المضادات الحيوية للأطفال، خصوصًا في حالات العدوى البسيطة مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي. 

وأكدوا على أهمية تجنب الاستخدام غير الضروري لهذه الأدوية نظرا لما قد تسببه من آثار طويلة المدى على صحة الأطفال. في الوقت الحالي تشير البيانات إلى أن نحو أربعة ملايين وصفة مضاد حيوي تُمنح للأطفال دون سن الرابعة عشرة سنويًا في المملكة المتحدة وحدها.

تأثير محدود قبل الولادة وأهمية السنوات الأولى

كشفت النتائج أن تناول الأمهات للمضادات الحيوية قبل أو أثناء الحمل، وكذلك تعرض الطفل لها أثناء الولادة، لم يؤثر بشكل كبير على وزن الطفل لاحقًا ولكن تناول الدواء خلال أول عامين بعد الولادة كان له التأثير الحاسم في زيادة احتمالية الإصابة بالسمنة، مما يؤكد أن السنوات الأولى من عمر الطفل تمثل نافذة حرجة لتشكيل صحته المستقبلية.

السمنة لدى الأطفال أزمة عالمية متفاقمة

يأتي هذا البحث وسط قلق عالمي متزايد بشأن ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال. فقد تم تشخيص أكثر من 159 مليون طفل في سن المدرسة بالسمنة حول العالم عام 2022. 

كما تظهر البيانات الحديثة أن ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وترتفع النسبة إلى طفل من بين كل ثلاثة في الفئة العمرية من عشر إلى إحدى عشرة سنة.

الأمعاء والميكروبات الصحية في خطر

يعتقد الخبراء أن الضرر الذي تلحقه المضادات الحيوية بميكروبات الأمعاء المفيدة قد يكون المفتاح لفهم العلاقة بين تناول هذه الأدوية وزيادة الوزن. 

ويؤدي القضاء على البكتيريا النافعة إلى تعطيل التوازن الغذائي داخل الجسم وزيادة الشهية، مما يخلق بيئة مواتية لزيادة الوزن والسمنة مع مرور الوقت.