حبة الغلة قاتل في بيوت البحيرة.. ودعوات للرقابة والتوعية

شهدت محافظة البحيرة خلال السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في حالات الانتحار باستخدام “حبة الغلة” السامة، ووفقًا لدراسة سابقة صادرة عن مركز السموم بجامعة الإسكندرية، تحتل البحيرة مرتبة متقدمة بين المحافظات في معدلات الانتحار بهذه الوسيلة.
وتنتشر حبوب الغلة بشكل واسع داخل القرى، حيث يعتمد عليها المزارعون لحفظ وتخزين محصول القمح وحمايته من التسوس، وتتراوح أسعارها بين 20 و25 جنيهًا فقط، مما يجعلها في متناول الجميع، بما في ذلك الراغبين في إنهاء حياتهم.
وخلال جولة قامت بها جريدة (تواصل) داخل عدد من قرى المحافظة، أوضح محمد سلامة -مزارع- أن استخدام حبوب الغلة في تخزين القمح تقليد قديم بين الفلاحين، إلا أن البعض استغل سهولة الحصول عليها ورخص سعرها للانتحار، مشيرًا إلى توفرها بكثرة في محال بيع المبيدات الزراعية.
في السياق نفسه، طالبت حنان سعد – ربة منزل – بضرورة تشديد الرقابة على تداول حبة الغلة، واقتصار بيعها على الجمعيات الزراعية بشرط تقديم حيازة زراعية وتحديد الكمية المسموح بها لكل فدان قمح، لضمان استخدامها لأغراض التخزين فقط.
كما دعا صابر خليل – موظف – إلى إجراء دراسات نفسية واجتماعية عاجلة لفهم أسباب تفشي ظاهرة الانتحار باستخدام حبة الغلة، مع تكثيف الحملات التوعوية والدينية، خاصة للفئات العمرية الصغيرة التي تمثل النسبة الأكبر من الحالات، مؤكدًا على أهمية نشر الوعي بقيمة الحياة وأهمية المحافظة عليها.
من جانبها، أوضحت الدكتورة نهاد حامد جاد، مدرس الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أن حبة الغلة تحتوي على مادة فوسفيد الألومنيوم، التي تتفاعل مع الماء أو أحماض المعدة لإطلاق غاز الفوسفين السام.
هذا الغاز يتم امتصاصه في الجسم ويؤثر بشكل بالغ على القلب والأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى فشل في عضلة القلب، هبوط حاد بالدورة الدموية، حموضة شديدة بالدم، بالإضافة إلى التهابات حادة بالمريء والمعدة والأمعاء.
وأضافت أن أعراض التسمم تظهر عادةً خلال 15 إلى 30 دقيقة، وقد تؤدي إلى الوفاة خلال ساعتين فقط من ابتلاع القرص.
ونصحت بعدم تناول الماء أو اللبن أو الفحم حال ابتلاع حبة الغلة، والاكتفاء بتناول خمس زجاجات من زيت البارافين فورًا، مع ضرورة التوجه السريع إلى أقرب مركز للسموم.
كما شددت على ضرورة الحذر عند استخدام حبوب الغلة في تبخير الغلال، محذرة من استنشاق غاز الفوسفين، حيث يجب مغادرة المكان فورًا والتوجه إلى أقرب مستشفى لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة.