دراسة: استخدام مضادات الالتهاب يقلل خطر الإصابة بالخرف

الإصابة بالخرف .. توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين لفترة طويلة قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 12 بالمئة.
وبحسب مجلة “ذا هيلث” الأمريكية، تشير النتائج إلى أن الالتهاب المزمن منخفض الدرجة ربما يلعب دورا محوريا في تطور الخرف أكثر من تأثير هذه الأدوية على تعزيز وظائف الدماغ لدى الأصحاء.
كما شدد الخبراء على ضرورة استخدام هذه الأدوية عند الحاجة فقط بسبب ارتباطها بمضاعفات صحية خطيرة أخرى.
نتائج الدراسة وآلية البحث
أجرى فريق بحثي بقيادة الدكتور أرفان إكرام من المركز الطبي بجامعة إيراسموس تحليلا لبيانات نحو 12 ألف شخص ضمن دراسة طويلة الأمد في روتردام بهولندا. كان متوسط أعمار المشاركين 66 عاما وأكثر من نصفهم من النساء.
واعتمد الباحثون على سجلات صرف الأدوية لتحديد استخدام مضادات الالتهاب لفترات طويلة وقسموا المشاركين إلى مجموعات وفق مدة تناولهم للعلاج، وبعد متابعة استمرت 14 عاما أصيب حوالي 18 بالمئة من المشاركين بالخرف.
وأبرزت النتائج أن الاستخدام اليومي للأدوية المضادة للالتهاب لأكثر من عامين ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف مقارنة بمن لم يتناولوها.
الالتهاب كعامل رئيسي في تطور الخرف
أوضح الدكتور إكرام أن الالتهاب المزمن حتى لو كان بدرجة بسيطة قد يسهم في تلف خلايا الدماغ بمرور الوقت.
ورغم أن تأثير مضادات الالتهاب بدا واضحا لدى البعض فإن الأشخاص الذين يحملون أليل APOE-ε4 الوراثي المرتبط بزيادة خطر الخرف لم يستفيدوا بنفس الدرجة من تناول هذه الأدوية. وهذا ما يشير إلى وجود عوامل وراثية قد تؤثر على نتائج استخدام مضادات الالتهاب للوقاية من الخرف.
تحذيرات الخبراء من الاستخدام العشوائي للأدوية
على الرغم من النتائج الإيجابية يحذر الخبراء من استخدام مضادات الالتهاب بشكل يومي دون وجود حاجة طبية مبررة.
ويؤدي الاستخدام طويل الأمد إلى مضاعفات مثل التهاب المعدة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم وتلف الكلى.
ويؤكد الباحثون أن الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض التهابية مزمنة يجب ألا يضيفوا هذه الأدوية إلى روتينهم اليومي لمجرد محاولة حماية أدمغتهم.
أهمية السيطرة على الالتهاب للحفاظ على الصحة الإدراكية
تشير دراسات أخرى مثل تلك التي أجريت عام 2022 إلى أن السيطرة على الالتهاب قد تساعد في تقليل خطر الخرف.
وفي دراسة أجريت على مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي تبين أن استخدام أدوية مضادة للالتهاب مثل الهيدروكسي كلوروكين ارتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالخرف.
ويختتم الخبراء بأن التحدي يكمن ليس في الاعتماد على الأدوية وحدها بل في فهم دور الالتهاب المزمن كآلية خفية تساهم في تطور الأمراض العصبية التنكسية مثل الخرف.