الدراما التركية والترويج للسياحة

لفت نظرى خلال السنوات الأخيرة ومن خلال متابعتى لبعض المسلسلات التركية أن هذه الدراما تلعب دورًا وطنيًا فى تنشيط السياحة بشكل غير مباشر لجذب ملايين المشاهدين للسفر إلى تركيا للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التى تتخلل الدراما والبحث عن الأماكن التى تم فيها تصوير أشهر المسلسلات، حتى أن بعض أماكن التصوير أصبحت بالفعل مزارات سياحية لملايين المشاهدين الذين تابعوا وتأثروا بها.
ومن بين هذه الأعمال الدرامية مسلسل «الحفرة»، وهو من أشهر المسلسلات التركية والذى بدأ عرضه منذ عام ٢٠١٧ وعلى مدار أربعة مواسم وصلت إلى ١٣١ حلقة وحققت نجاحًا كبيرًا ويعاد عرضه حاليًا على عدد من الفضائيات العربية والأجنبية بطولة النجم التركى أراس بولوت إينيملى، وديلان تشيتشك، وأركان كولتشاك، ورضا أوغلو، وإريجان كيسال.
فإلى جانب الحبكة الدرامية التى تعتمد على الأكشن والدراما الاجتماعية فهناك دائمًا الصورة الجميلة والمناظر الطبيعية فى كل التفاصيل، رغم أن أغلب الأحداث تدور حول حارة شعبية ما جعل من «الحفرة» فى إسطنبول مقصدًا سياحيًا لآلاف أو ربما ملايين المشاهدين ليس فى المنطقة العربية فقط وإنما فى أوروبا وآسيا وحتى روسيا، فالعين تقع دائمًا على أجمل المناظر فى تركيا، وكأن هناك بروتوكولًا غير معلن بين صناع الدراما والدولة على الترويج للسياحة، مع تعزيز صورة تركيا كوجهة سياحية آمنة.
ومن قبل «الحفرة» هناك كثير من الأعمال الدرامية كانت سببًا فى الترويج للسياحة فى تركيا ومنها «فاطمة» و«العشق الممنوع» وسنوات الضياع التى دفعت كثيرًا من المشاهدين إلى السفر لإسطنبول، ويكفى أن نعرف أن تركيا حققت طفرة غير مسبوقة خلال العام الماضى 2024 حيث بلغت إيرادات السياحة 61.1 مليار دولار، بزيادة 8.3% مقارنة بعام 2023.
وفى المقابل وللأسف الشديد نجد الدراما المصرية تلعب دورًا معاكسًا خلال السنوات الأخيرة حيث اتجهت كثير من المسلسلات والأفلام إلى تشويه الواقع المصرى وإظهار أسوأ ما فيه وتقديم تفاصيل غير حقيقية عن المجتمع المصرى بشكل عام والحارة المصرية بشكل خاص حيث تقدم خلطة مسمومة من البلطجة والمخدرات والإسفاف معبرة عن انهيار أخلاقى وجمالى وانعدام للأمان وهذا بالطبع غير حقيقى لكن هذه الخلطة الهدامة تجعلها طاردة للسياحة والعملة الصعبة.
أتمنى أن نستفيد من التجربة التركية ونعيد للدراما المصرية مكانتها وللحديث بقية.