روما تترقب انتخاب البابا الجديد: كنائس الأحياء في سباق رمزي نحو كرسي بطرس

مع اقتراب لحظة الحسم في الفاتيكان، تستعد الأنظار العالمية لمتابعة أحد أكثر الأحداث الروحية والسياسية تأثيراً في العالم: انتخاب البابا الجديد خلفاً للبابا فرنسيس. فبعد مراسم التشييع المهيبة التي جرت في 26 أبريل، بات مؤكداً أن المجمع المغلق (الكونكلاف) سيُعقد ما بين 5 و10 مايو المقبل، حيث سيجتمع 135 كاردينالاً من مختلف القارات خلف الأبواب المغلقة في كنيسة السيستينا ليختاروا من بينهم من سيتولى قيادة الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة مفصلية من تاريخها.
الجدير بالذكر أن جميع الكرادلة، بموجب التقاليد الكنسية، يحملون ألقاباً شرفية لكنائس موجودة في مدينة روما وضواحيها، وهو ما يخلق ارتباطاً روحياً خاصاً بين كل مرشح بابوي وأحد أحياء العاصمة الإيطالية.
“ديربي كنسي” بين أحياء روما
ومن اللافت أن أسماء عدد من أبرز المرشحين، أو ما يُعرف في المصطلحات الفاتيكانية بـ”البابابلِة”، ترتبط بأحياء محددة في روما، ما أشعل ما يشبه “السباق الرمزي” بين رعايا هذه الكنائس، حيث يأمل كل حي أن يفوز كارديناله بالمقعد الرسولي الأعلى.
ومن بين الأسماء البارزة:
الكاردينال بييترو بارولين، سكرتير دولة الفاتيكان، وهو من أبرز المرشحين الأوروبيين، ويحمل لقب كنيسة “القديسين يهوذا وتداوس” في حي توري أنجيلا شرقي العاصمة.
الكاردينال ماتيو زوبّي، المعروف بعلاقته بجماعة سانت إيجيديو، ويحمل لقب كنيسة تحمل نفس الاسم في قلب منطقة تراستيفيري، علماً بأنه سبق أن خدم كنائب كاهن في كنيسة “سانتا ماريا إن تراستيفيري”.
الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، ويحمل لقب كنيسة “سانت أونوفريو” الواقعة على تلة جانينيكولو، في نفس منطقة زوبّي، مما يخلق ما يشبه “المنافسة التراستيفيرية”.
أشار عدد من المراقبين الفاتيكانيين إلى أن البابا القادم قد يكون غير إيطالي للمرة الثانية على التوالي، إلا أن كثرة المرشحين من شبه الجزيرة ووزنهم الكنسي والسياسي يجعل هذا الاحتمال موضع جدل.
من آسيا إلى قلب روما: تاغلي في سنتوتشيلي
ويُعد الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي، الفلبيني الأصل، من أبرز الأسماء غير الأوروبية، ويحمل لقب كنيسة “سان فيليس دي كانتاليتشي” في حي سنتوتشيلي، شرقي روما. وقد اشتهر تاغلي بتواصله الإعلامي الواسع، حيث يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، خاصة بين الجاليات الآسيوية.
“البابا الأسود” في سان بازيليو؟
علماً بأن الكاردينال بيتر توركسون، الغاني البالغ من العمر 77 عاماً، يُذكر كثيراً في التحليلات الإعلامية كأحد أبرز الوجوه الأفريقية المؤهلة للبابوية، ويحمل لقب كنيسة “سان ليبوريو” في حي سان بازيليو. ويتميز توركسون بثقافة متعددة اللغات، وقد تولى عدة مناصب رفيعة في الكوريا الرومانية.
مرشحون آخرون في المشهد البابوي
كما تضم القائمة النهائية لمرشحي البابوية شخصيات بارزة مثل:
المجري بيتر إردو (كنيسة سانتا فرانشيسكا رومانا قرب الكولوسيوم).
السويدي أندرس أوبوريليوس (كنيسة سانتا ماريا ديلي أنجيلي).
الفرنسي جان مارك أفيلين، من أصل جزائري، الذي يحمل لقب كنيسة “سانتا ماريا آي مونتي”.
يُذكر أن آخر كونكلاف بابوي جرى في عام 2013 وأسفر عن انتخاب البابا فرنسيس، أول بابا من القارة الأمريكية. وفي ظل التحديات العالمية الحالية، فإن الكرادلة مطالبون باختيار شخصية قادرة على قيادة الكنيسة الكاثوليكية نحو مرحلة جديدة من التحديث والحوار مع العالم.