ترامب يجدد اقتراحه بامتلاك قطاع غزة.. هل سينفذ خطته (فيديو)

ترامب يجدد اقتراحه بامتلاك قطاع غزة.. هل سينفذ خطته (فيديو)

جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اقتراحه السابق بـ”امتلاك” قطاع غزة، وذلك في تصريح يأتي عقب اتصال هاتفي مشترك أجراه ترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على هامش قمتهم الثلاثية في القاهرة.

وقد أثار توقيت هذا التصريح وتداعياته تساؤلات حول ما إذا كان ترامب سيمضي قدماً في هذه الخطة، وما هي الجهات التي ستواجهها، بالإضافة إلى مصير الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع.

الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أوضح أن إعادة ترامب طرح فكرة “امتلاك” أمريكا لقطاع غزة، في ظل وجود نتنياهو، يشابه السياق الذي طرح فيه الاقتراح للمرة الأولى. 

وأشار إلى تقلب وتغير تصريحات الرئيس الأمريكي السابق بشأن غزة وسكانها وإدارتها، مؤكداً أنه لم تكن هناك “أي خطة حقيقية لتحويل هذه الشعارات المتغيرة إلى أمر واقع”.

ووصف عبد الجواد الفكرة بـ”شديدة الخطورة”، لكنه رأى أنها “ليست فكرة مطروحة للتنفيذ”، بل هي “أداة للضغط على الأطراف”، خاصة العربية والفلسطينية، لافتاً إلى أن تمسك ترامب بهذا العرض أو طرحه لأفكار أخرى يعكس مدى رضاه عن التطورات على الأرض والمبادرات المطروحة، واعتبر أن التصريح الأخير يعكس “ربما عدم رضاء عن المسار السياسي وعدم تقديم حل أتصور فعال إقليمياً”.

من جانبه، رأى يوحنان سورف، كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن كلام ترامب في هذا الموضوع “لا يعبر عن تصميم الرئيس لإجراء عملية تهجير أو طرد سكان قطاع غزة”. 

وأشار إلى أن اللقاء المغلق ربما شهد أموراً لم تكن إسرائيل تتوقعها، وأن الأولوية الرئيسية لدى ترامب قد تكون الآن للمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. واعتبر أن ترامب ربما أراد من خلال هذا التصريح “أن يغذي نتنياهو” ويقول له إنه ما زال متمسكاً بالفكرة القديمة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي حر في الاستمرار في “الضغط العسكري” في غزة.

سورف أكد أن هذا الموضوع “ليس قيداً أو ليس واقعياً”، بل “يخلق نوعاً من الجدل الكبير داخل إسرائيل”، حيث يرى عدد كبير من الإسرائيليين والمواطنين أنه لا يحمل أي شيء إيجابي للمصالح والمستقبل الإسرائيلي. 

ورجح أن ترامب قد غير سلم أولوياته ويركز جهوده على الملف الإيراني، معتبراً أن إسرائيل أصبحت “لاعباً ليس رئيسياً” في هذا الملف.

تأثير التصريح على الأطراف والجهود العربية:

وحول تأثير إعادة طرح الفكرة على الأطراف، قال الدكتور جمال عبد الجواد إن “الخطورة في هذا التصريح هو أنه يطلق يد إسرائيل في أنها تنفذ أقصى ما تستطيع من سياسة متشددة في قطاع غزة”، مثل نقل السكان والعنف المبالغ فيه ومحاولة تطبيق خطط لتقسيم القطاع. وأضاف أن إسرائيل “لا تشعر بأي ضغط وتتمتع بحماية أمريكية كاملة”، وهذا هو “أخطر ما في التصريح الأمريكي الخاص بغزة وبتهجير سكانها”.

وأشار إلى أن الأطراف العربية تتعامل بحذر مع قضيتي السلطة والسلاح في غزة، معتبراً أن المطلوب هو الوصول إلى نقطة يتوافق فيها الفلسطينيون على وظيفة السلاح في استراتيجية الكفاح الوطني.

 وأكد أن “كل محاولات إسرائيل للتهرب من التعاون مع أو إعطاء فرصة أو إفساح مساحة للسلطة الوطنية الفلسطينية… يخلق أزمة سياسية كبيرة”.

في المقابل، رأى يوحنان سورف أن المشكلة ليست فقط في حكومة نتنياهو، بل في التغيرات التي طرأت بعد السابع من أكتوبر، ودعا إلى استخلاص العبر من اتفاقية السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية، معتبراً أن حماس كانت “الجهة التي تضع تحديات أمام منظمة التحرير”. 
وأشار إلى وجود “مشكلة رئيسية” تتمثل في أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس “غير مستعد للرجوع إلى قطاع غزة إذا حماس العسكرية ستستمر هناك”.

غياب الأفق السياسي يعقد الموقف:

وفي ختام النقاش، أكد الدكتور جمال عبد الجواد أن “أحد أهم العقبات التي تمنع إنضاج تحول مثل هذا هو أنه لا يوجد في المقابل أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية”. وتساءل عما إذا كان حل الدولتين ما زال مطروحاً، مشيراً إلى أنه “لا يوجد من الجانب الإسرائيلي أو من الولايات المتحدة طرح يقول إنه إذا تمكن العرب وإذا قبلت حماس الاختفاء تماماً من المشهد وتسليم سلاحها وإعادة الرهائن أن هذا سيفتح الطريق لحل سياسي للقضية الفلسطينية”. واعتبر أن غياب أفق سياسي فعلي “يعقد الموقف جداً”.

من جانبه، دعا يوحنان سورف إلى اتخاذ “خطوة موحدة كبيرة من جانب عدة لاعبين في هذه المنطقة ضد حماس” للوصول إلى مرحلة تضمن عدم وجود أي تهديد من غزة في المستقبل، محذراً من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى عودة إسرائيل للسيطرة على القطاع لسنوات طويلة دون الوصول إلى حلول.