أخشاب تزرع في الصحراء وتروى بماء الصرف .. تعادل الذهب وتصلح للزراعة في مصر

في خطوة واعدة قد تغيّر مستقبل الزراعة والاقتصاد في مصر، كشفت دراسات حديثة وتجارب ميدانية عن نجاح زراعة أنواع خاصة من الأشجار الخشبية في الأراضي الصحراوية، باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، ما يوفر عوائد اقتصادية ضخمة توازي أرباح تجارة الذهب.

تحمل ظروف الجفاف والحرارة

تتميز هذه الأشجار  وعلى رأسها أنواع مثل “الباولونيا” و”الجاتروفا” و”المالونغا”  بقدرتها الفائقة على تحمل ظروف الجفاف والحرارة العالية، كما تنمو بسرعة مذهلة مقارنة بالأشجار التقليدية. ويُعاد استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لريها، ما يحقق استفادة مزدوجة عبر التخلص الآمن من المياه المهدرة وتحويل الصحراء إلى مساحات خضراء منتجة.

وبحسب خبراء الزراعة والاقتصاد، فإن العائد السنوي للفدان المزروع بهذه الأشجار قد يصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، نتيجة الطلب العالمي المرتفع على الأخشاب عالية الجودة. وأكدت دراسات الجدوى أن العوائد الاقتصادية قد تضاهي بل وتفوق عوائد الاستثمار في الذهب، مع الاستفادة البيئية الكبيرة المتمثلة في مكافحة التصحر وزيادة امتصاص الكربون من الغلاف الجوي.

وقال الدكتور محمد عبد الفتاح “إن مشروع زراعة الأشجار الخشبية في الصحراء بمياه الصرف يمثل فرصة ذهبية لمصر، ليس فقط لتقوية اقتصادها، بل لتحقيق تنمية مستدامة وحماية بيئتها من التدهور”.

من جانبه، أشار المهندس شريف عبدالفتاح، المسؤول عن أحد المشروعات التجريبية في الصحراء الغربية، إلى أن نجاح هذه الزراعات يمهد الطريق لزراعة ملايين الأفدنة، موضحًا أن الأخشاب المنتجة تُستخدم في صناعات متعددة، من الأثاث وحتى مواد البناء.

فرص واعدة وتحديات

رغم النجاح المبشر، إلا أن بعض الخبراء يحذرون من تحديات قائمة، أبرزها ضرورة التأكد من المعالجة الكاملة لمياه الصرف قبل استخدامها لضمان عدم تلوث التربة، بالإضافة إلى الحاجة لتطوير بنية تحتية قوية لدعم الزراعة والصناعة المرتبطة بها.

ويؤكد مراقبون أن الاستثمار في هذه المشروعات قد يشكل مستقبلًا محورًا أساسيًا ضمن خطة مصر لتحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات الزراعية، إلى جانب دوره الفاعل في مواجهة تغير المناخ.

مع هذه الآفاق الواعدة، قد لا تكون “الأشجار الذهبية” مجرد حلم، بل واقعًا قريبًا يعيد رسم خريطة الصحراء المصرية ويحولها إلى واحات خضراء نابضة بالحياة.