مجلس الأمن يعقد اجتماعا بشأن القضية الفلسطينية

مجلس الأمن يعقد اجتماعا بشأن القضية الفلسطينية

عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم ، اجتماعا وزاريا حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية.

 

ويترأس الاجتماع وزير خارجية فرنسا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس خلال الشهر الحالي، ويشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة.

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن وعد حل الدولتين يتعرض لخطر التلاشي إلى حد الاختفاء، محذرا من أن حل الدولتين يقترب من نقطة اللاعودة.

 

وشدد على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية منع إطالة أمد الاحتلال والعنف، داعيا الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتحقيق حل الدولتين، وعدم السماح للمتطرفين على أي جانب بتقويض ما تبقى من عملية السلام.

 

وأضاف غوتيريش أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات جوهرية، تتسم بالعنف والتقلب ولكن أيضا بالفرص والإمكانات.

 

وذكر أن الناس بأنحاء المنطقة يطالبون بمستقبل أفضل وهم يستحقونه، بدلا من الصراعات والمعاناة اللانهائية، مشددا على ضرورة العمل بشكل جماعي لضمان أن تلبي هذه الفترة المضطربة والانتقالية هذه التطلعات وتسفر عن تحقيق العدالة والكرامة والحقوق والأمن والسلام الدائم.

 

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى أكثر من 52 ألفاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي

 

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن عدد الشهداء في قطاع غزة ارتفع إلى 52,365 شهيدًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية وسط استمرار القصف وصعوبة وصول طواقم الإنقاذ إلى الضحايا.

 

وأوضحت الوزارة أن حصيلة الجرحى ارتفعت إلى 117,905 إصابات، منذ بداية العدوان، مشيرة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل الضحايا الذين ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة أو في المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب العمليات العسكرية.

 

ووفقًا لبيانات وزارة الصحة، فقد وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 51 شهيدًا و113 مصابًا، نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة، والتي لم تتوقف رغم المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار.

 

كما أظهرت الإحصاءات أن عدد الشهداء منذ استئناف العدوان في 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال للهدنة، بلغ 2273 شهيدًا، بالإضافة إلى 5864 جريحًا، ما يعكس حجم التصعيد العسكري وأثره المدمر على المدنيين.

 

وأكدت وزارة الصحة أن هناك ضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الشوارع، مشيرة إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تعجز عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف المباشر والمستمر للفرق الطبية، والنقص الحاد في المعدات والوقود اللازم لتشغيل الآليات.

 

وتأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه مستشفيات غزة من انهيار شبه كامل في الخدمات الطبية، وسط حصار مشدد ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما يفاقم من معاناة الجرحى والمرضى.

 

فرنسا تدعو إسرائيل لوقف التصعيد ضد الجمعيات الفرنسية والمساهمة في السلام

 

نددت الحكومة الفرنسية ، اليوم ، بقرار السلطات الإسرائيلية إلغاء تصاريح دخول وفدين فرنسيين إلى إسرائيل، كانا قد نظما زيارات إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية من قبل جمعيات تعمل في مجال التعاون اللامركزي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن هذا القرار “مؤسف وغير مفيد”، مشيرة إلى أنه “يضر بالعلاقات الفرنسية الإسرائيلية”.

 

وأوضحت الوزارة أن تواصلين الفرنسيين، الذين كانوا يعتزمون زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية، كان من المتوقع أن يساهموا في تعزيز التعاون المدني والمجتمعي بين الشعوب، لكنه تم منعهم من دخول الأراضي الإسرائيلية إثر اتهامات من السلطات الإسرائيلية بوجود روابط بين الجمعيات المنظمة للزيارة وبعض “المنظمات الإرهابية”.

 

وفي تعليقها على تلك الاتهامات، وصفت الحكومة الفرنسية التصريحات التي أطلقتها السفارة الإسرائيلية في باريس بشأن الجمعيات بأنها “غير مقبولة”، مؤكدة أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة. وأعربت الوزارة عن رفضها القاطع لهذه الاتهامات، معتبرة أن مثل هذه التصرفات تتناقض مع قيم التعاون الدولي والسعي لتحقيق السلام.

 

كما دعت فرنسا السلطات الإسرائيلية إلى التراجع عن هذا القرار الذي يهدف إلى عرقلة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأكد البيان أن جمعيات التعاون المدني التي تعمل في هذا المجال تهدف إلى تعزيز التفاهم المشترك والمساهمة في إيجاد حل سلمي للصراع.

 

من جهة أخرى، يأتي هذا القرار في وقت حساس حيث تستمر الأزمة الإنسانية في قطاع غزة على خلفية التصعيد العسكري الإسرائيلي. فقد استأنفت إسرائيل في الـ18 من مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد القطاع، منهية بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين، كانت قد بدأت بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية، وقامت بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي أودت بحياة العديد من المدنيين وأدت إلى دمار واسع في العديد من المناطق.

 

غوتيريش: وعد حل الدولتين يواجه خطر التلاشي والوضع في غزة يسير نحو الأسوأ

 

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن “وعد حل الدولتين يواجه خطر التلاشي”، في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل، والتدهور الإنساني الخطير في قطاع غزة، والعنف المتصاعد في الضفة الغربية.

 

وفي تصريحات أدلى بها خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أعرب غوتيريش عن قلقه الشديد إزاء “استمرار عنف المستوطنين في الضفة الغربية بمستويات عالية تثير القلق”، محذراً من أن هذه الاعتداءات تقوض فرص تحقيق السلام وتدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتر.

 

وفيما يخص قطاع غزة، أكد الأمين العام أن “الوضع يسير من سيء إلى أسوأ”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تمنع دخول الغذاء والدواء إلى غزة منذ ما يقارب الشهرين”، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.

 

وشدد غوتيريش على أن “غزة يجب أن تبقى جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية”، داعياً إلى “وقف التهجير المتكرر الذي يتعرض له المدنيون في غزة”، ومؤكداً أن “لا نهاية في الأفق للقتل والبؤس الذي يعيشه السكان هناك”.

 

كما أعرب عن قلقه البالغ من “تصريحات بعض المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، التي تفيد باستخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغط عسكري”، معتبراً أن هذا التوجه غير مقبول.

 

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن “المساعدات الإنسانية غير قابلة للتفاوض”، داعياً إسرائيل إلى “حماية المدنيين، والموافقة على برامج الإغاثة وتسهيل عملها دون عراقيل”، مشدداً على أن توفير المساعدات يجب أن يتم وفقاً للقانون الدولي الإنساني ودون شروط.

 

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً قطاع غزة، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ عقود، في ظل استمرار العمليات العسكرية، وغياب أي أفق سياسي لحل الصراع.