المندوب الصيني: يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية والسورية فوراً

دعا المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، إلى ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية والسورية دون تأخير، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي تصريحات أدلى بها خلال جلسة في مجلس الأمن، شدد تشانغ على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مطالبًا بانسحابها الفوري من الأراضي التي تحتلها في لبنان وسوريا، والتي تشمل مرتفعات الجولان ومناطق جنوب لبنان.
وأوضح المندوب الصيني أن “الاحتلال المستمر لهذه الأراضي يعوق جهود السلام في المنطقة، ويزيد من تعقيد التوترات الإقليمية”. كما أكد أن الصين تدعو دائمًا إلى حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية يستند إلى قرارات الأمم المتحدة.
وفي نفس السياق، أكد تشانغ جون على أن المجتمع الدولي يجب أن يرفض أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة، وكذلك أي محاولات لضم أراض في غزة أو الضفة الغربية. وأعرب عن قلقه البالغ من الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة قد أسفرت عن نتائج كارثية للفلسطينيين.
وأضاف: “نحن في الصين ندين جميع أشكال العقاب الجماعي التي تُمارس ضد المدنيين، بما في ذلك التجويع والحصار. يجب أن نعمل على ضمان أن تظل غزة جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث يشهد العالم تزايدًا في الضغوط الدولية من أجل إنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك للضغط على إسرائيل للالتزام بالقوانين والقرارات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وفي ختام كلمته، أكد تشانغ على استعداد الصين للعب دور أكبر في الوساطة من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، معربًا عن رغبة بلاده في التعاون مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية لضمان حل عادل ودائم يضمن حقوق جميع الشعوب في المنطقة.
كما أشار إلى أن الصين ستواصل دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك بالتوازي مع دعم جهود التوصل إلى تسوية شاملة لأزمات المنطقة.
سموتريتش: سننهي الحرب بالقضاء على حماس وتفكيك سوريا وتجريد إيران من التهديد النووي
قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن الحرب الحالية ستنتهي بتحقيق أهداف استراتيجية كبرى، أبرزها “القضاء الكامل على حركة حماس”، و”نقل مئات الآلاف من سكان قطاع غزة إلى دول أخرى”.
وفي تصريحات أثارت جدلاً واسعاً، أضاف سموتريتش أن نهاية هذه الحرب لن تكون فقط في غزة، بل ستمتد – حسب تعبيره – إلى “تفكيك سوريا”، و”تجريد إيران من أي قدرة نووية تهدد إسرائيل”.
وأكد الوزير الإسرائيلي، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، أن إسرائيل لن تقبل بالعودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر، وأن “التساهل مع التهديدات الوجودية في المنطقة لم يعد خياراً مطروحاً”.
تصريحات سموتريتش تأتي في وقت يواجه فيه الاحتلال انتقادات دولية متزايدة بسبب استمرار الحرب في قطاع غزة، وما ترتب عليها من كارثة إنسانية وموجات نزوح هائلة، إضافة إلى تصاعد التوترات الإقليمية مع سوريا ولبنان، وتزايد القلق الدولي من خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد كشفت في وقت سابق عن وجود خطط داخل الحكومة تهدف إلى إعادة “هندسة الواقع الديمغرافي” في غزة، عبر التهجير القسري، وهو ما أثار ردود فعل منددة من الأمم المتحدة وعدة عواصم غربية.
من جهتها، لم تعلق الجهات الرسمية في وزارة الدفاع الإسرائيلية على تصريحات سموتريتش، إلا أن مصادر أمنية اكتفت بالقول إن “القرارات الاستراتيجية يتم اتخاذها في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، وليس من قبل الوزراء المنفردين”.
حماس: الاحتلال يواصل حصار غزة لليوم الـ60 ويستخدم التجويع سلاحًا لإبادة المدنيين
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم ، الجيش الإسرائيلي بمواصلة حصاره الخانق لقطاع غزة لليوم الستين على التوالي، مغلقًا جميع المنافذ في وجه دخول المواد الضرورية للحياة، في ظل تفاقم المجاعة وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وقالت الحركة في بيان صحفي إن “فصول المجاعة تشتد في قطاع غزة، مع نفاد مخزونات الغذاء وتعرض ما تبقى منها للقصف الإسرائيلي ضمن حرب الإبادة الوحشية التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني”، مؤكدة أن هذا الحصار يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة أكثر من مليوني مدني محاصر.
وأضافت حماس أن استمرار حكومة الاحتلال في “استخدام التجويع سلاحًا ضد المدنيين يعكس استخفافًا فاضحًا بالمجتمع الدولي وبكل القيم الإنسانية”، مشيرة إلى أن الاحتلال يتعمد خنق سكان القطاع وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.
وسلط بيان الحركة الضوء على تصريحات حديثة لمفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي كشف فيها عن استخدام الجيش الإسرائيلي لموظفي الوكالة دروعًا بشرية، معتبرًا أن تلك التصريحات تفضح “وحشية هذا الكيان ومخالفاته الجسيمة للقانون الدولي الإنساني”.
ودعت حماس المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة إلى ممارسة ضغوط حقيقية وفورية على الاحتلال الإسرائيلي من أجل رفع الحصار المطبق عن قطاع غزة، وإنهاء جريمة التجويع الممنهج التي ترقى إلى جريمة حرب بحسب المعايير الدولية.
كما وجهت الحركة نداءً متجددًا إلى الدول العربية والإسلامية وشعوبها للتحرك العاجل وتكثيف جهود الإغاثة الإنسانية، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة المدنيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية متفاقمة.