“المثل والقدوة بين الهدم والبناء”.. ندوات بأوقاف الفيوم

عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الشيخ سلامة عبدالرزاق وكيل الوزارة، عدد (100) ندوة دعوية كبرى على مستوى المحافظة، تحت عنوان: «المثل والقدوة بين الهدم والبناء».
يأتي هذا فى إطار دور وزارة الأوقاف، وضمن جهود أوقاف الفيوم المستمرة لنشر الفكر الوسطي الرشيد، وبناء وعي عام سليم بقضايا الوطن والمجتمع.
جاء ذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق مدير مديرية الأوقاف بالفيوم، وبحضور نخبة من كبار العلماء وأئمة الأوقاف المميزين.
العلماء: للقدوة دور مهم في حياة الأفراد والمجتمعات
وخلال اللقاء، أكد العلماء أن للقدوة دور مهم في حياة الأفراد والمجتمعات، وهي أحد المؤثرات الأساسية في مسار حياة الناس، وهي دافع نحو التغيير والإصلاح، وعنصر مهم في إعداد الأجيال عبر الأزمان، وصقل شخصياتهم علميًّا وتربويًّا، بما يؤهلهم لتحمل مسؤولية التكليف وأداء أمانة الاستخلاف وعمارة الأرض على منهاج النبوة.
وأشار العلماء، إلى أن المتدبر للقرآن الكريم يجد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم – كان يقتدي بمن سبقه من إخوانه الأنبياء؛تتفيذًا لأمر ربه – تعالى- الذي قال: «أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ» {الأنعام ٩٠}،وأمر ربنا عباده في القرآن الكريم بالاقتداء بالنبي- صلى الله عليه وسلم- قولًا وفعلًا، فقال تعالى: «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» {الأحزاب ٢١}،وهذا دليل على أهمية القدوة الحسنة في المجتمع.
وأوضح العلماء، أن القدوةَ الحسنة أسلوبٌ من أساليب التربية المؤثرة في إعداد الأبناء خلقيًّا، وتكوينهم نفسيًّا واجتماعيًّا ودينيًّا، وذلك لأن المربي هو المثل الأعلى والأسوة الصالحة في عين الطفل، يقلده سلوكيًّا ويحاكيه خُلقيًّا من حيث يشعر أو لا يشعر، بل تنطبع في نفسه وأحاسيسه صورته القولية والفعلية والحسية والمعنوية، وهو أسلوب مهم جدا وخطير في الوقت نفسه، لأنه يعني إيصال الخُلق الحسن عن طريق السلوك الإيجابي، فإن كان السلوك سلبيًّا صارت القدوةُ سيئةً؛ لذلك وجب على المربي أن يراقب سلوكه وأقواله وأفعاله التي يقوم بها أمام الأولاد، كما عليه أن يهتم بتهذيب الوسط الذي يتربى فيه الأولاد لأنه كما يقتدون به يقتدون بغيره.

