الأزهر للفتوى: الإسلام رفع من شأن العمل وجعل السعي للرزق عبادة

بمناسبة الاحتفال بعيد العمال اليوم الخميس الموافق 1 من مايو لعام 2025، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مكانة العمل وأهميته في الإسلام، مشددًا على أن السعي والكسب الحلال من أعظم صور العبادة التي يُثاب عليها الإنسان، ما دام القصد منها إعمار الأرض ونفع النفس والناس.
العمل والسعي للرزق في الإسلام
وأوضح المركز، عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك، أن الله عز وجل جعل الأرض ميسّرة لعباده، وحثهم على السعي والعمل والاعتماد على النفس، مستدلًا بقول الحق سبحانه: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور} [الملك: 15].
أفضل طعام يمكن أن تتناوله؟
وأضاف أن الإسلام قرر أن أفضل طعام يتناوله الإنسان هو ما كان من كد يده، مؤكدًا أن الكسب من العمل الشريف يورث الكرامة والعفة، كما ورد في حديث النبي ﷺ: «ما أكل أحد طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده» [رواه البخاري].
وأشار مركز الفتوى إلى أن السنة النبوية علمتنا أن العمل الشريف خير من التواكل وسؤال الناس، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «لَأَنْ يَحْتَطِبَ أحدُكم حُزمةً على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه» [رواه البخاري].
طلب الآخرة وعمارة الدنيا
وبيّن أن الإسلام لم يفرق بين طلب الآخرة وعمارة الدنيا، بل أمر بالسعي والعمل بعد أداء الشعائر، كما جاء في قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10]، في دلالة واضحة على توازن الإسلام بين الروح والمادة.
وفي ختام بيانه، دعا المركز إلى اغتنام هذه المناسبة لتجديد النية في طلب الرزق، واستحضار أن كل مهنة شريفة يسلكها المسلم بنية طيبة تعود عليه بالأجر والثواب، مصداقًا لقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات».
الأدعية المأثورة والجميلة التي يمكن الدعاء بها لطلب العمل والرزق، وهي أدعية مأخوذة من القرآن الكريم والسنة النبوية وأدعية مأثورة عن الصالحين:
أدعية من القرآن الكريم والسنة النبوية لطلب الرزق
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾(سورة طه: 114)
﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾(سورة القصص: 24)
﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ﴾(الشورى: 19)
“اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.” حديث حسن، رواه الترمذي.
“اللهم ارزقني رزقًا طيبًا، وعملاً متقبلاً.”
“اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قريبًا فيسره، وإن كان قليلاً فكثره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.”
“اللهم افتح لي أبواب رزقك، ووفقني للعمل الصالح، وبارك لي في وقتي وجهدي.”
“يا رزاق السائلين، ويا غنيّ الفقراء، ويا معين الضعفاء، ارزقني من حيث لا أحتسب، ووفقني للعمل الذي فيه رضاك.”
“اللهم اجعل لي من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب يا أرحم الراحمين.”