أمين الفتوى: المجتمع ظلم مفهوم العمل حين قصره على الجانب المادي 

أمين الفتوى: المجتمع ظلم مفهوم العمل حين قصره على الجانب المادي 

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المجتمع ظلم مفهوم العمل حين قصره على الجانب المادي أو حصره في نطاق ضيق، مما أدى إلى اضطراب في وعي الناس بقيمته الحقيقية.

المجتمع ظلم مفهوم العمل حين قصره على الجانب المادي 

وقال الورداني، إن «الناس إما اختزلت العمل في مجرد وسيلة للكسب وتحقيق المال، أو حصرته فقط في الأعمال ذات الطابع الديني كالصدقات والتبرعات، وده ضيّق أفق الفهم، وحوّل العمل من قيمة إنسانية سامية إلى مجرد وسيلة مادية للمنافسة».

وأضاف أن العمل قيمة شريفة ومقدسة عظّمها الله، مشددًا على أنه ليس فقط وسيلة للرزق، بل هو صلة روحية تربط الإنسان بربه، وهو ما يمنحه معنى أعمق لوجوده وهويته.

وتابع أمين الفتوى: «العمل عندما يتمكن من الإنسان، يجعله مختلفًا، يجعله رجلًا حقيقيًا، لأنه يُدرك أن العمل ليس فقط حركة يومية، بل هو بناء للشخصية، وتزكية للروح، وعمران للحياة».

وأوضح الورداني أن الإنسان خُلق لتحقيق ثلاثة مقاصد: العبادة، والعمران، والتزكية، مؤكدًا أن جميعها تتجلى في العمل بمفهومه الواسع.

وحذر من فقدان هذا المعنى، قائلاً: «إذا فقد الإنسان وعيه بقيمة العمل، يتحول من إنسان حي إلى مجرد شيء، لأن العمل هو ما يمنح للحياة معناها».

واختتم قائلًا: «علينا أن نعيد الاعتبار للعمل كقيمة حياتية شاملة، لا مجرد وسيلة للكسب. نحتاج أن نغرس في أبنائنا أن العمل هو مفتاح الجنتين: جنة الدنيا، وجنة الآخرة».

عيد العمال 

ويذكر أن عيد العمال هو مناسبة عالمية تُحتفل بها في الأول من مايو من كل عام، تكريمًا للعمال وتقديرًا لجهودهم في بناء المجتمعات وتطوير الاقتصادات، يعود أصل هذا اليوم إلى نضال العمال في القرن التاسع عشر من أجل تحسين ظروف العمل، لا سيما تقليص ساعات العمل اليومية، ويُعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية العمل، ودور العمال في التنمية، وتعزيز قيم العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، في كثير من الدول، يُمنح العمال في هذا اليوم إجازة رسمية، ويُحتفل به بمسيرات ومناسبات تعبر عن التضامن مع الطبقة العاملة.