فضل شهر ذو القعدة.. فرصه عظيمة للطاعة والنجاة

فضل شهر ذو القعدة.. فرصه عظيمة للطاعة والنجاة

شهر ذو القعدة من الأشهر المباركة التي ينبغي للمسلم أن يوليها عناية خاصة، فهو أول الأشهر الثلاثة المتتالية التي خصها الله بالحرمة والتعظيم، وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرّم، ويضاف إليها شهر رجب، لتكتمل الأشهر الحُرُم الأربعة التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36].

لماذا نُعظّم شهر ذو القعدة؟

وفقًا لدار الإفتاء المصرية، فإن تعظيم الأشهر الحُرُم ليس مجرد تقليد تاريخي، بل أمر إلهي يرتبط بزيادة الأجر على الطاعات، كما يتضاعف فيه وزر المعاصي، ما يجعل من هذه الشهور فرصة حقيقية لمراجعة النفس والتوبة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:”إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئته يومَ خلق اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجبُ مُضَرَ الذي بين جمادى وشعبان” (رواه البخاري).

ما الحكمة من تحريم القتال في هذا الشهر؟

ذكر العلماء أن العرب في الجاهلية كانت تُحرم القتال في هذه الأشهر تعظيمًا لها، ليسهل أداء المناسك دون خوف، ولذلك جاء ذو القعدة ليكون وقتًا للهدوء والاستعداد للحج، حيث يقعد الناس عن القتال، ثم يأتي ذو الحجة لأداء الحج، ويليه المحرّم ليعود الحجاج إلى ديارهم بأمان، أما رجب فكان في منتصف العام لمن أراد العمرة.

ما الذي ينبغي علينا فعله في ذو القعدة؟

1. الإكثار من الطاعات: كالصلاة، الصيام، الذكر، والاستغفار.
2. الابتعاد عن الذنوب: لأن السيئة فيها أعظم وزرًا.
3. الإحسان للناس والصدقات: لأن العمل الصالح فيها مضاعف الأجر.
4. الاستعداد لشهر ذو الحجة: وخصوصًا لمن نوى الحج أو صيام العشر الأوائل.

قال ابن كثير رحمه الله: “خص الله الذنب في الأشهر الحرم بالتعظيم، كما خص العمل الصالح فيها بالأجر العظيم، تشريفًا لها ورفعًا لمكانتها”.

في الختام، يُعد ذو القعدة شهرَ فرصة ومراجعة، شهرًا يمكن فيه أن نقترب من الله أكثر، ونتخفف من أثقال الذنوب، ونستعد لما هو أعظم، فلنجعل هذا الشهر بداية جديدة لطريق الطاعة.