حرائق إسرائيل تخرج عن السيطرة.. والاحتلال يتحدث عن “مؤامرة أوعمل إجرامي”

تتواصل جهود مكافحة حرائق واسعة النطاق تشتعل في محيط مدينة القدس، وسط صعوبات كبيرة في السيطرة عليها وإعلان السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ.
وتتزايد التلميحات الرسمية والشبهات حول كون هذه الحرائق “مفتعلة”، حيث صرح وزير الأمن القومي إيتمار بن كبير بأنها “قد تكون ناتجة عن عمل إجرامي أو مؤامرة”.
وفي متابعة حصرية من القدس، أفاد مراسل سكاي نيوز عربية، بشار صغير، بوصول مروحية قبرصية إلى إسرائيل كدفعة أولى من المساعدات الدولية لإخماد النيران، في انتظار وصول طائرات أخرى من اليونان ورومانيا وإيطاليا وفرنسا.
وأكد صغير اعتقال الشرطة الإسرائيلية لمواطن من قرية عنطوبة جنوبي القدس، بعد ظهور شريط فيديو يظهره وهو يشعل النيران بشكل متعمد، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية من قبل الشرطة وجهاز الأمن العام “الشاباك”، بمشاركة كافة الأجهزة الأمنية وغير الأمنية.
ولفت المراسل إلى تضارب في التصريحات الرسمية حول عدد المعتقلين، فبينما أثنى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اعتقال 18 شخصًا، نفت الشرطة اعتقال سوى شخص واحد، مما يثير تساؤلات حول مصدر هذه المعلومة المغلوطة.
وعلى صعيد جهود الإطفاء، أوضح صغير أن العمل لا يزال مستمرًا على مدار الساعة، وأن الحرائق امتدت بشكل خاص في جبال مشارف القدس ومناطق اللطرون والغابات والحدائق المحيطة بها. ورغم انحسار ألسنة اللهب المرئية، إلا أن وجود “جمر” متقد ودخان أبيض متصاعد ينذر بإمكانية تجدد النيران في حال استمرار هبوب الرياح القوية.
من جانبه، أكد المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، ألون أفيتار، أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولية، وأن الأولوية حاليًا هي مكافحة الحرائق التي تمتد في منطقة القدس واللطرون، متوقعًا استمرار هذه الجهود ليومين آخرين على الأقل.
وأشار أفيتار إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان من منازلهم في تسع مستوطنات على الأقل، مع وجود مؤشرات قوية على أن بعض الحرائق كانت “مبادرة” من أفراد، وليست ناجمة عن أسباب طبيعية، مستندًا إلى اكتشاف قوات الأمن والمكافحة لأكثر من عشرة مواقع يشتبه في أنها بؤر لبدء الحرائق بشكل متعمد.
وأوضح أن هناك تعاونًا وثيقًا بين الشرطة والمخابرات وعناصر استخباراتية أخرى لكشف ملابسات الحريق، وفي حال ثبوت تعمده، تحديد المسؤولين عنه.
وفيما يتعلق بالمساعدات الدولية، أكد أفيتار وصول فرق أوروبية إلى مطار بن غوريون، مع توقع وصول المزيد من الطائرات من بريطانيا وفرنسا في الساعات القادمة، مشددًا على أهمية التعاون الدولي والإقليمي في مواجهة هذا التحدي.
وحول حجم الأضرار، أوضح أفيتار أن المنطقة الأكثر تضررًا هي منطقة القدس الكبرى، وتمتد الحرائق على عشرات الكيلومترات المربعة، لكنها لا تزال بعيدة عن العاصمة وتل أبيب.
وأشار إلى أن الوضع الميداني اليوم أفضل نسبيًا، حيث تمكنت إسرائيل من السيطرة على أكثر من 50% من الحرائق، مع تركيز الجهود حاليًا على منطقة القدس.
وأكد أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بشرية، وأن الطرق مفتوحة، مشيرًا إلى استمرار احتفالات “عيد الاستقلال” الإسرائيلي في منطقة القدس رغم الحرائق.
وفي ختام مداخلته، استبعد أفيتار وصول الحرائق إلى داخل مدينة القدس، مؤكدًا أن بؤر النيران تقع حاليًا على الطرق المؤدية إلى القدس وفي محيطها، على بعد حوالي 5 إلى 10 كيلومترات من مركز المدينة.
اقرأ المزيد..