الذكاء الاصطناعي يهز عروش الإعلام التقليدي.. مؤتمر دولي يناقش مستقبل المهنة في الوطن العربي

الذكاء الاصطناعي يهز عروش الإعلام التقليدي.. مؤتمر دولي يناقش مستقبل المهنة في الوطن العربي

بينما كانت قاعات مدينة الإنتاج الإعلام تشهد عاصفة من النقاشات المحتدمة، كان السؤال الأكبر يطفو على السطح: هل يمكن للإعلام العربي النجاة في معركة الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية؟، والذي انطلق في المؤتمر العلمي الدولي المشترك الأول لكليات ومعاهد الإعلام تحت شعار “التعليم والإنتاج الإعلامي في الوطن العربي في ظل التطور التكنولوجي”، حاملاً معه تحذيرات صادمة من خبراء ومختصين: “من لا يواكب التكنولوجيا سيُطوى في ذاكرة التاريخ!”
الحدث الذي جمع تحت سقف واحد وزراء، أكاديميين، وخبراء إعلام، كشف عن مفارقة صادمة: بينما يتخرج 3500 إعلامي سنوياً من المعاهد الخاصة وحدها، تظل مناهج التعليم الإعلامي في العالم العربي عاجزة عن ملاحقة ثورة الذكاء الاصطناعي التي غيرت قواعد اللعبة إلى الأبد.

ترأس المؤتمر الدكتور محمد كمال مدير معهد البحوث والدراسات العربية، والدكتور عبدالفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، والدكتور حسام الملاحي رئيس جامعة النهضة، والدكتور مجدي القاضي رئيس مجلس الكلية الكندية الدولية، إلى جانب الدكتورة ماجي الحلواني رئيس شرف المؤتمر. وشارك في أمانة المؤتمر الدكتورة ريم عادل رئيس قسم الإعلام بمعهد البحوث.
من جانبه، أشار الدكتور محمد كمال إلى أن موضوع الذكاء الاصطناعي أصبح حديث الساعة في جميع المؤتمرات الأكاديمية والمهنية، معتبراً أن تأثيره يماثل تأثير الطاقة النووية من حيث الإيجابيات والسلبيات. وأضاف أن ما نعرفه الآن عن تطورات الذكاء الاصطناعي لا يمثل سوى قمة جبل الجليد، مؤكداً أن الإعلام أصبح أحد أهم مجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وتطرق كمال إلى التحديات التي يطرحها التقدم التكنولوجي، خاصة ما يتعلق بالعنصر البشري وقدرته على المنافسة، ومسألة امتلاك التكنولوجيا المتقدمة في ظل تنافس غير مسبوق، بالإضافة إلى الجانب الأخلاقي في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي.
وفي تحذير ناري من د. محمد كمال مدير معهد البحوث العربية: قال “ما نراه اليوم من تطورات الذكاء الاصطناعي مجرد غيض من فيض.. الإعلام أصبح ساحة حرب جديدة، وغزة خير دليل!”، في إشارة إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة في حجب الحقائق وتزييف الوعي.
أما د. ماجي الحلواني رئيس شرف المؤتمر فطرحت السؤال الأكثر إلحاحاً: “هل ما زلنا نُدرّس لطلابنا مهارات القرن الماضي بينما العالم يتحدث عن روبوتات تُذيع النشرات وتُعدّ التقارير؟”
فيما أوضح د. جودة غانم الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون للمعاهد أن 14 ألف طالب إعلامي يتخرج سنويا من المعاهد الخاصة ، لذا لابد من تحديث المناهج وتدريبهم على أدوات العصر.
وشارك في فعاليات المؤتمر فريق بحوث الإعلام بمعهد البحوث والدراسات العربية، بدراسة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الاتصالات، و ضم فريق العمل كلاً من أحمد أسامة، أحمد وصفي ، مونيكا عياد، فتحي الجمل، محمد بهاء ، نورهان جمال ، محمد عزت تحت إشراف الدكتورة ريم عادل والدكتور فوزي عبدالرحمن الزعبلاوي.
يأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه الصناعة الإعلامية تحولات جذرية بسبب التطورات التكنولوجية المتسارعة، مما يفرض على المؤسسات الأكاديمية العربية ضرورة مراجعة مناهجها وبرامجها لتخريج كوادر إعلامية قادرة على التعامل مع متطلبات العصر الرقمي.