استغلال النفايات الزراعية.. فرص اقتصادية وبيئية جديدة

تمثل النفايات الزراعية هدرًا سنويًا للموارد الطبيعية، ويعد استغلال هذه المخلفات وسيلة لزيادة العائد الاقتصادي من القطاع الزراعي. فعند الاستفادة من هذه المخلفات، يمكن للمزارع ليس فقط بيع المحصول الأساسي، بل أيضًا الاستفادة من المنتجات الثانوية الناتجة عنها.
وتتميز تكلفة استخدام هذه المخلفات بأنها منخفضة، حيث تقتصر على نقلها من موقعها إلى موقع استخدامها أو معالجتها، مما يجعلها بعيدة عن تقلبات السوق المحلية والعالمية.
الفوائد البيئية:
أظهرت العديد من الدراسات البيئية أن حرق المخلفات الزراعية يؤدي إلى مشكلات بيئية عدة، مثل تدهور التربة وتراجع النشاط الحيوي فيها، مما يؤدي إلى انخفاض المحاصيل الزراعية، كما أن الحرق يضر بالبيئة المحلية من خلال إطلاق الغازات السامة. ومن جهة أخرى، تُعد المخلفات الزراعية مصدرًا لثروة صناعية جديدة في المجتمعات الريفية والصحراوية، مما يساهم في بناء قدرات علمية وتكنولوجية محلية في مجالات صناعية مهمة، وعلاوة على ذلك، يُعتبر استخدام المخلفات الزراعية بديلاً مثاليًا لاستخراج الأخشاب، وقد تم استخدامها في صناعات متعددة مثل صناعة الورق.
في مجال الطاقة:
تعد تكنولوجيا تحويل النفايات إلى طاقة من أبرز الحلول البيئية في مجال إعادة تدوير المخلفات. في العديد من المدن العالمية، تم إنشاء مصانع تستخدم قش الأرز لإنتاج الإيثانول من خلال الاحتراق المباشر أو تحويله إلى غاز، وفي مصر، تم إنتاج غاز الوقود من قش الأرز بالتعاون بين وزارات البترول والزراعة والهيئة العربية للتصنيع. كما استفادت مصر من التجربة الصينية في هذا المجال من خلال التعاون مع مركز البحوث الزراعية في ولاية سيشوان، مما عزز قدرتها على الاستفادة من المخلفات الزراعية في مجالات الطاقة.
في مجال الزراعة:
تم استخدام قش الأرز في امتصاص المنغنيز من المياه الجوفية، حيث تم اختياره لهذه العملية بفضل تركيبته الكيميائية المستقرة وقوته الميكانيكية العالية، مما يجعله مادة فعالة في امتصاص العناصر السامة من المياه، كما يُستخدم قش الأرز حاليًا في إنتاج الأعلاف الحيوانية غير التقليدية بعد معالجته لتحسين قيمته الغذائية. وفي مصر، تم تنفيذ بروتوكول بين وزارتي البيئة والزراعة للاستفادة من قش الأرز من خلال تحويله إلى أسمدة عضوية صناعية تستخدم لتخصيب الأراضي الزراعية.
البناء باستخدام بالات قش الأرز:
يُعتبر استخدام بالات قش الأرز في البناء من الحلول البديلة للاستفادة من المخلفات الزراعية الصلبة. وتعد هذه المبادرة من بين البرامج الحكومية التي تهدف إلى تشجيع المزارعين على التخلص من مشكلة حرق القش، مما يقلل من المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن هذه الممارسات الضارة.
حجم المخلفات الزراعية في مصر:
أشار الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، إلى أن حجم المخلفات الزراعية في مصر يتراوح سنويًا بين 40 و45 مليون طن، ويعتبرها ثروة هائلة، كما أكد أهمية هذه المخلفات في تحسين دخل المزارعين، حيث تُستخدم في إنتاج الأسمدة العضوية التي تدعم الزراعة.
وأضاف أن المخلفات الزراعية تُستخدم أيضًا في إنتاج الأعلاف غير التقليدية واستخراج الأدوية من بعض النباتات العطرية. وأوضح أن استخدام هذه المخلفات في إنتاج مختلف المنتجات يساهم في تحسين البيئة وتقليل آثار التلوث الناتج عنها.
وأشار إلى أن بعض المخلفات تُستخدم في صناعة الكمبوست والأعلاف غير التقليدية، بالإضافة إلى المخلفات الناتجة عن صناعة الغذاء وصناعة السكر، التي تدخل في حوالي 25 صناعة مختلفة. وتطرق إلى التحديات المتعلقة بحجم المخلفات وطرق نقلها التي تم التغلب عليها، مع تأكيده على أن المرحلة القادمة ستشهد تكثيف البرامج التدريبية في هذا المجال الهام.