الحب لم يُطفئ نار الثأر.. لؤى أنهى حياة حماته ثأرا لوالده

الحب لم يُطفئ نار الثأر.. لؤى أنهى حياة حماته ثأرا لوالده

خلافات مريرة بين عائلتين تجمعهما روابط نسب قوية، تطور الخلاف المؤسف ليودى بحياة أحد الأفراد، تاركًا وراءه نارًا خامدة تحت الرماد، احترامًا للقانون، لجأت العائلتان إلى القضاء، مفضلين لغة العدل على صوت الثأر، وصلة الرحم القوية بينهما، والتى تجسدت فى زواج ابن القتيل من شقيقة المتهم، كانت بمثابة طوق نجاة منع انزلاق الأمور إلى حمام دم آخر.

مرت السنوات ثقيلة، محملة بذكرى الفقد والألم الخفى، لكن فى قلب ابن القتيل، كانت جذوة الانتقام تتأجج ببطء، وبينما كان يعيش تحت سقف واحد مع عائلة قاتل أبيه، كانت نار الغضب تستعر فى داخله، وانفجر البركان وأستغل الشاب فرصة سانحة وانقض على حماته، ووجه إليها طعنات قاتلة لم يكتفِ بذلك، بل حاول أن يمتد بسيف حقده إلى زوجته، لكنها نجت بأعجوبة من براثن الموت.

سريعًا ما تحركت الأجهزة الأمنية، وتمكنت من القبض على الجانى الذى تسلل إليه شيطان الانتقام، اقتيد الشاب إلى ديوان القسم.

تواصلت «تواصل» مع عائلة المتهم وهناك، فجر عم الضحية مفاجأة من العيار الثقيل، كاشفًا عن تفاصيل تسبق جريمة القتل المروعة، «قبل يوم واحد فقط من وقوع الكارثة»، بدأ العم حديثه بصوت خفيض يعكس حجم الآسى، قائلا: «حدثت مشادة كلامية بين ابن أخى وزوجته، أمر يحدث بين أى زوجين».

وأضاف، لكن هذه المرة، كان الأمر مختلفًا، غضبت الزوجة وتركت منزل الزوجية، واصطحبت معها طفلهما الوحيد، الذى طالما انتظره وتمنى وجوده، خاصة بعد زواجه الأول الذى لم يُرزق فيه بالبنين.

وأضاف العم بنبرة مريرة: ذهب «لؤى» إلى بيت أهل زوجته محاولًا استرضائها وإعادتها إلى عش الزوجية من أجل ابنه، وهناك واجه وابل من الشروط القاسية، لقد استغل أهل الزوجة ضعفه وحاجته لابنه، وأجبروه على تقديم تنازل مؤلم، التنازل عن قضية مقتل والده، مقابل عودة زوجته وطفله إلى منزله.

وأضاف العم فى حديثه المكلوم، لتكتمل الصورة الكاملة وتنكشف الدوافع التى دفعت «لؤى» إلى ارتكاب جريمته البشعة.

«بعد ذلك الإذلال والإجبار على التنازل عن حق والده» يتابع العم بصوت يخنقه الغضب والحزن، «استشاط لؤى غضبًا لا يوصف، شعر بأن كرامته قد مُرغت فى التراب، وأن دم أبيه ذهب هدرًا، قرر أن يأخذ بثأر والده بيده، وأن ينتقم ممن تسببوا فى قهره».

ويضيف: «أخذ لؤى سكينًا، ودخل إلى منزل أهل زوجته، انقض على حماته، والدة زوجته، بوحشية، موجّهًا إليها طعنات قاتلة لم تترك لها فرصة للنجاة، سقطت المرأة جثة هامدة ولم يكتفِ لؤى بذلك، بل حاول أن يقتل زوجته، لكن العناية الإلهية تدخلت وأنقذتها من مصير مماثل».

ينهى العم شهادته بمرارة وأسى: «هذا كل ما حدث، لؤى لم يشرب المخدرات قط، وسيرته طيبة وحسنة بين الناس، لكن أفعال أهل زوجته الشيطانية هى التى دفعته للخروج عن إنسانيته، السبب الأول والأخير هو اقتراحهم بالتنازل عن قضية قتل أبيه، كانوا يريدون أن تُزهق روح أخرى ولا يحاسب القاتل».

وتمكنت الأجهزة الأمنية بكفرالشيخ، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، من ضبط المتهم بقتل حماته وإصابة زوجته بعد دقائق من ارتكاب الواقعة، وجرى اقتياده إلى مركز شرطة كفرالشيخ، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.

أدلى المتهم بقتل حماته، والشروع فى قتل زوجته، باعترافات تفصيلية أمام جهات التحقيق بكفر الشيخ، حول تنفيذ جريمته.

وأكد المتهم لؤى. م. م. إ، 38 عامًا، عاطل، ويقيم بقرية المثلث التابعة لمركز الرياض، خلال التحقيقات، بأن الدافع وراء ارتكاب الجريمة أنه فى شهر نوفمبر الماضى، حدثت مشاجرة داخل منزل الزوجية بمركز الرياض، تعدى خلالها شقيق زوجته على والده ليلقى والده مصرعه خلال هذه المشاجرة، ومنذ حينها وزوجته فى منزل والدها.

وأضاف المتهم أنه كان يرغب فى إنهاء حياة زوجته ووالدتها، بسبب ما فعله شقيق زوجته بقتل والده، لذلك حضر إلى منزلهم بقرية أريمون التابعة لمركز كفر الشيخ، وارتكب جريمته، انتقاما مما حدث مع والده فى شهر نوفمبر 2024.

وأوضح المتهم أنه تسلل لمنزل والد زوجته وقتل والدة زوجته «شيماء. م. س. أ»، بجرح طعنى بالرقبة، وجرح نافذ بالرئة، كما أصاب زوجته «منة. و. ع. أ»، 20 سنة، بجرح طعنى فى الرقبة، وجرح نافذ بالجانب الأيسر، نتيجة التعدى عليهما بالسلاح الأبيض، وتخضع للعلاج بمستشفى كفرالشيخ العام.